التخيير بين الأقل والأكثر
بقي الكلام في انه ، هل يمكن التخيير بين الأقل والأكثر ، ام لا؟ وجهان :
محل الإشكال هو ما إذا كان نفس الفعل المتعلق للتكليف مرددا بين الأقل والأكثر وكان للأقل في ضمن الأكثر وجود مستقل ، كما لو امر تخييرا بين التسبيحة الواحدة والتسبيحات الثلاث ، أو امر تخييرا بين المشي فرسخا ، أو فرسخين ، أو رسم خط تدريجا مخيرا بين القصير والطويل.
واما إذا لم يكن الفعل المتعلق للتكليف مرددا بين الأقل والأكثر ، بل كان متعلقه كذلك كما إذا امر تخييرا بالإتيان بعصا طولها عشرة اذرع أو بعصا طولها خمسة اذرع ، أو امر بإكرام عشرة دفعة أو خمسة كذلك ، أو لم يكن للأقل في ضمن الأكثر وجود مستقل كما إذا امر بالمسح بالكف أو بإصبع واحد ، فلا اشكال أصلا بل الموردين من قبيل دوران الامر بين المتباينين.
وكيف كان فقد افاد المحقق الخراساني (ره) (١) انه يمكن تصوير ذلك فيما إذا كان الأقل بحده محصلا للغرض الذي يحصله الاتيان بالأكثر.
وبعبارة أخرى : يكون هناك غرض واحد وذلك الغرض يحصله الأكثر ، والأقل بشرط عدم الانضمام لا الأقل مطلقا بل حصة خاصة منه ولا يفرق في ذلك بين ان يكون للأقل وجود مستقل في ضمن الأكثر كتسبيحة واحدة في
__________________
(١) كفاية الاصول ص ١٤٢.