وإذنه هاهنا يصح أن يكون أمره ، وأن يكون تسهيله وتوفيقه (١) ، والفشل : ضعف النجيزة (٢) ، وذلك يكون عن الحرب ، وعن السخاء ، بل عن تحمل المضض كله (٣) ، وجعل تعالى ميلهم إلى الغنيمة فشلا ، فإن الحرص والبخل من فشل النجيزة ، وسبب نزول هذه الآية فيما روي أن النبي صلىاللهعليهوسلم كان قد وعد المؤمنين بقهر الكفار يوم أحد ، ولما صفّ الصفوف جعل أحدا خلف ظهره ، واستقبل المدينة ، وجعل عينين وهو جبل (٤) عن يساره ، ورتّب
__________________
ـ (١ / ١٠٤ ـ ١٠٥). وانظر المصادر السابقة ، والوسيط (١ / ٥٠٤) ، الجامع لأحكام القرآن (٤ / ٢٣٥) ، ولسان العرب (٦ / ٥١ ، ٥٢) ، البحر المحيط (٣ / ٨٤).
(١) قال الطبري : وأما قوله (بإذنه) فإنه يعني : بحكمي وقضائي لكم بذلك ، وتسليطي إياكم عليهم. جامع البيان (٧ / ٢٨٨).
(٢) النجيزة : الجزاء ، يقال : لأنجزنّ نجيزتك أي لأجزينّ جزاءك. انظر : تاج العروس (١٥ / ٣٤٥).
(٣) قال الراغب : الفشل : ضعف مع جبن. المفردات ص (٦٣٧). وانظر : جامع البيان (٧ / ٢٨٩) ، وأساس البلاغة ص (٣٤١ ، ٣٤٢) ، والنهاية (٣ / ٤٤٩) ، والقاموس ص (١٣٤٦) ، والبحر المحيط (٣ / ٨٤). ويقال : أمضه الأمر : إذا بلغ منه المشقة. انظر : العين (٧ / ١٧).
(٤) عينين : أكمة صغيرة بارزة ، قرب جبل أحد من جهة المدينة ، بينهما مجرى وادي قناة ، وهو الذي قام عليه إبليس يوم أحد ، فنادى : ألا إن محمدا قد قتل. وفيه أقام رسول الله صلىاللهعليهوسلم الرماة يوم أحد. انظر : معجم ـ