الرازق (١) ، وقال غيرهم : المجازي (٢) ، وحقيقته الذي يجعل للإنسان قوتا (٣) ، وفي الحديث : «كفى بالمرء إثما أن يضيّع من يقوت» (٤) ـ ويقيت ـ كأن الله تعالى يجعل لكل إنسان قوتا من الجزاء بقدر فعله ، ويجعل له في الدنيا والآخرة قدر ما يستوجبه ، وما قالوه فصحيح من حيث المقصد ، لأن ما قدّره الله تعالى للعبد فقد حفظه وشهده (٥) ، وروي أن رجلا سأل عبد الله بن رواحة عن المقيت (٦)؟ فقال : يقيت كل إنسان (٧) بقدر
__________________
(١) انظر : تفسير القرآن العظيم لابن أبي حاتم (٣ / ١٠٢٠).
(٢) انظر : النكت والعيون (١ / ٥١٣) ، والبحر المحيط (٣ / ٣٢٢).
(٣) انظر : معاني القرآن للفرّاء (١ / ٢٨٠) ، وغريب القرآن للسجستاني ص (٤٣٥) ، والمخصص (٢ / ٩١).
(٤) أخرجه ابن جرير الطبري في جامع البيان (٨ / ٥٨٥) ، وأخرجه مسلم في كتاب الزكاة باب : «فضل النفقة على العيال والمملوك» رقم (٩٩٦) بلفظ : «... إثما أن يحبس عمن يملك قوته». والنسائي في الكبرى (٥ / ٣٧٤) رقم (٩١٧٦ ، ٩١٧٧) ، وأبو نعيم في الحلية (٤ / ١٢٢) (٥ / ٨٧) نحوه.
(٥) قال أبو حيان : «وهذه أقوال متقاربة لاستلزام بعضها معنى بعض» البحر المحيط (٣ / ٣٢٢).
(٦) قال الزجاج : «المقيت : قال أهل اللغة : إن المقيت المقتدر على الشيء». تفسير أسماء الله الحسنى ص (٤٨). وقال ابن منظور : «المقيت : الحافظ» لسان العرب (٢ / ٩٠).
(٧) تكررت عبارة كل إنسان في الأصل فحذفت المكرر.