جار مجرى داخل الحمى ، ومرتكب الصغائر جار مجرى حوله ، والإنسان منهيّ عن الدنو منه ، ومن لا يعرف ذلك فهو معرّض الوقوع فيه ، ثم كما قد بين تعالى في كتابه أن يغتفر الصغائر بشرط اجتناب الكبائر ، فقد بين صلىاللهعليهوسلم أن الصغيرة إنما تكون صغيرة ما لم يكن عليها إصرار. فقال : «لا صغيرة مع إصرار» (١) ، وقال : «إن المحرمات تجتمع على الرجل فتهلكه» (٢) ، وإذا كانت الصغيرة منهيّا عنها محذرا منها فلا ضير بتعريفها ، بل يجب تعريفها ، فالإنسان بتجنّب الكبيرة يصير مطيعا غير فاسق ، وبتجنّب الصغيرة وهي المتشكك فيها يصير ورعا ، ولذلك قيل لبعض الصحابة : ما أشد الورع؟ فقال : ما أيسر الورع ، إذا شككت في شيء فدعه (٣) ،
__________________
ـ والبيهقي (٥ / ٦٤) ، والبغوي (٢٠٣١).
(١) رواه الديلمي في مسند الفردوس (٥ / ٢٨٧) رقم (٧٩١٤) والقضاعي في مسند الشهاب رقم (٨٥٣) عن ابن عباس. وعزاه السيوطي في الجامع الصغير (٤ / ١٩٧٨) للديلمي وأشار إلى ضعفه وانظر : فيض القدير (٦ / ٤٣٦) وضعفه الذهبي في ميزان الاعتدال (٤ / ٥٣٧) وقال : خبر منكر. وضعفه كذلك الألباني في ضعيف الجامع رقم (٦٣٠٨). وهذا الأثر ثبت موقوفا عن ابن عباس رضي الله عنه أخرجه الطبري في جامع البيان (٨ / ٢٤٥) ، وابن أبي حاتم في تفسير القرآن العظيم (٣ / ٩٣٤).
(٢) لم أقف عليه بهذا اللفظ ، ولكن ورد من حديث ابن مسعود رضي الله عنه أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : «إياكم ومحقرات الذنوب ، فإنهن يجتمعن على الرجل حتى يهلكنه» أخرجه أحمد (١ / ٤٠٢) ، والطبراني في الأوسط كما في مجمع البحرين رقم (٥٠٨١) ، والبيهقي في شعب الإيمان رقم (٢٨٥). وله شاهد صحيح من حديث سهل بن سعد. انظر السلسلة الصحيحة رقم (٣٨٩).
(٣) نقل البيهقي عن حسان بن أبي سنان أنه قال : ما شيء أهون عندي من