فنبّه أن السكون إلى الدنيا والتمتّع بها غرور ، وأن الكيّس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت (١) ، واقتصر على زاد يتبلّغ به.
قوله تعالى : (لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ مِنْ قَبْلِكُمْ)(٢) الآية.
قيل : سبب نزولها أن كعب بن الأشرف (٣) كان يهجو النبي
__________________
ـ ص (٧٥٧ ، ٧٥٨).
(١) إشارة إلى حديث شدّاد بن أوس مرفوعا «الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت ، والعاجز من أتبع نفسه هواها وتمنى على الله الأماني» أخرجه الترمذي في سننه (٤ / ٥٥٠) رقم (٢٤٥٩) ، وقال : حسن ، وابن ماجه (٢ / ١٤٢٣) رقم (٤٢٦٠). وأحمد في مسنده (٤ / ١٢٤) ، والحاكم في المستدرك (١ / ١٢٥) ، والبيهقي في السنن الكبرى (٤ / ٦٣٨) ، وابن المبارك في الزهد ص (٥٦) ، والطبراني في المعجم الكبير (٧ / ٢٨١ ، ٢٨٤) رقم (٧١٤١ ، ٧١٤٣) ، وأبو نعيم في الحلية (١ / ٢٦٧ ، ٢٦٨) ، والبغوي رقم (٤١١٦ ، ٤١١٧).
(٢) سورة آل عمران ، الآية : ١٨٦. ونصّها : (لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا أَذىً كَثِيراً وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ ذلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ).
(٣) كعب بن الأشرف : يهودي من أعداء الله ورسوله صلىاللهعليهوسلم ، كان شاعرا واستخدم شعره في هجاء رسول الله صلىاللهعليهوسلم وإيذائه حتى قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «من لي بابن الأشرف فقد آذاني». وبالإضافة إلى ذلك فقد رثى قتلى قريش في بدر ، وحضهم على محاربة النبي صلىاللهعليهوسلم وأعانهم على ذلك وأخبرهم أن دينهم خير من دينه. انظر : جامع البيان (٧ / ٤٥٦) ، والصارم المسلول