أولها : تفاوت مراتب عمره وتدرّجه من مرحلة الطفولة والشباب إلى مرحلة الكهولة والشيخوخة ، فالله سبحانه أوجد الناس جميعا ، وهم كلهم بنو آدم ، بعد أن لم يكونوا شيئا ، ثم يتوفاهم حين انتهاء الأجل ، ومنهم من يهرم ويصير في أرذل العمر ، وهو حال الخرف وقلة الحفظ والعلم ، وقد يفقد كل شيء من العلوم التي تعلمها ، ويصبح جاهلا كما كان وقت الطفولة ، إن الله واسع العلم بكل شيء ، عظيم القدرة على كل شيء ، فلا يغيب شيء عن علمه ، ولا يعجزه شيء أبدا ، وربّ من يكون ابن خمسين سنة ، وهو في أرذل العمر ، وربّ ابن مائة أو تسعين وهو كامل الذاكرة والعقل ، وليس في أرذل عمره.
والحال الثانية للإنسان بعد تفاوت الأعمار : هي التفاوت في الأرزاق ، فالله تعالى لحكمة جليلة ومصلحة للإنسان نفسه جعل الناس متفاوتين في الأرزاق ، فمنهم الغني والفقير والمتوسط ، وهذا التفاوت اختبار الأغنياء ، وقيامهم بواجب التكافل والتعاون ومساعدة الفقراء ، ولكن مع الأسف يحرص الناس على الشح والبخل ، فما الذين فضلوا بالرزق وهم السادة الملاك بجاعلي رزقهم شركة على قدم المساواة بينهم وبين أتباعهم ، وإذا لم يرضوا بالمساواة ، مع غيرهم ، وهم أمثالهم في الإنسانية ، فكيف يسوون بين الخالق والمخلوق ، وبين الخالق وهذه الأصنام التي يجعلونها شركاء مع الله؟! إنهم بهذا يتنكرون للحقائق ، ويجحدون النعم الإلهية ، فكيف يليق بعقولهم أن يشركوا بالله بعبادة الأصنام ، ويجحدون نعم الله عليهم؟! فمن أثبت شريكا لله ، نسب إليه بعض النعم والخيرات ، فكان جاحدا لكونها من عند الله تعالى؟!
والحال الثالثة للإنسان : وجود التزاوج بين الذكر والأنثى ، جاعلا الله الزوجات من جنس الأزواج ، لتحقيق الأنس والانسجام والائتلاف ، وقضاء المصالح ،