ومناهج سياسة واجتماع واقتصاد ، ولتتدبروا وتتأملوا ما فيها من معان وأهداف ، تبني الفرد والجماعة على أقوم بنيان ، وأثبت أساس.
قال ابن كثير : فلهذا أنزل أشرف الكتب ، بأشرف اللغات ، على أشرف الرّسل ، بسفارة أشرف الملائكة ، وكان ذلك في أشرف بقاع الأرض ، وابتدئ إنزاله في أشرف شهور السنة ، فكمل من كل الوجوه.
ثم يتابع الله إخباره لنبيّه بأنا نحن نخبرك بأحسن الأخبار ، بسبب إيحائنا إليك هذا القرآن ، الذي جاء تامّا كاملا ، مفصّلا كل شيء ، وجاءت قصة يوسف كاملة تامة ، مفصلة ، ذات أهداف سامية ، وعبر كثيرة ، وإن كنت من قبل ما أوحينا ، أي من قبل إيحائنا إليك ، من الغافلين عما عرّفناك به من القصص وأعلمناك من شؤون الأمم ، أي من الجاهلين به ، فلا علم لك به قط ، شأنك شأن قومك ، لا يعلمون من قصص الماضين وأخبارهم شيئا.
إن قصة يوسف قصة جامعة ، شاملة للدين والدنيا ، والحياة الاجتماعية ، والاقتصادية ، والسياسية ، والأدبية الخلقية ، الملأى بالعبر والعظات ، ومن أهمها الصبر على الأذى ، والعفو عند المقدرة.
رؤيا يوسف عليهالسلام
قد تكون الرؤيا المنامية الروحانية عجيبة جدا ، لا مثيل لها في الكتب المدونة ، ويصعب تصورها في اليقظة والوجود الواعي ، ومن الرؤى ما هو إخبار عن مشاهد ستقع حتما ، أو تصورات عن كوارث مستقبلية ، يستغربها الرّائي والسامع ، ويتخوف منها صاحبها ، إذ يرى ما لا تتصوره العقول البشرية أو الأفكار العلمية ، لأنها غير خاضعة لموازين الحس الواقع أو الأمر المشاهد. ومن غرائب الرؤى ما رآه يوسف