أربعين موردا ، وهو أحد الأنبياء الخمسة وأولي العزم ، بل أوّلهم ، وصاحب الكتاب والشريعة ، وهو شيخ المرسلين ، وممّن سلّم عليه ربّ العالمين ، قال تعالى : (وَجَعَلْنا ذُرِّيَّتَهُ هُمُ الْباقِينَ* وَتَرَكْنا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ* سَلامٌ عَلى نُوحٍ فِي الْعالَمِينَ) [سورة الصافات ، الآية : ٧٧ ـ ٧٩].
ونوح : اسم أعجمي إلا أنه ينصرف ، لأنه على ثلاثة أحرف ساكن الوسط. وقيل : إنه مشتق من ناح ينوح ، أي صاح ، لأنه كان يصيح في قومه ويدعوهم إلى الإيمان ، قال تعالى على لسانه : (قالَ رَبِّ إِنِّي دَعَوْتُ قَوْمِي لَيْلاً وَنَهاراً* فَلَمْ يَزِدْهُمْ دُعائِي إِلَّا فِراراً) [سورة نوح ، الآية : ٥ ـ ٦].
قوله تعالى : (وَآلَ إِبْراهِيمَ وَآلَ عِمْرانَ عَلَى الْعالَمِينَ).
الآل والأهل سواء ، إلا أن الأول يستعمل في خاصة الإنسان والملحقين به ، ومن يؤول إليه أمره ، ويختصّ بالأشراف من أعلام الناطقين دون النكرات والأزمنة والأمكنة ، بخلاف الأهل ، فيقال أهل الخياط ، وأهل زمن كذا ، وأهل بلد كذا ، وقد تقدم الكلام فيه.
وكيف كان ، فالمراد بآل إبراهيم وآل عمران هم خاصتهما والملحقون بهما ، فيختصّ ببعض الذرّية الطيبة الطاهرة لا جميعها.
أما آل إبراهيم فهم الطاهرون من آله ، الطيبون من ذرّيته ، لأن إبراهيم عليهالسلام أبو الأنبياء جميعا بعد نوح ، حيث لا نبي منذ إبراهيم إلا من نسله الخاص ، كإسماعيل وإسحاق ويعقوب ، وسائر الأنبياء من بني إسحاق ، وسيدهم وأعلاهم قدرا وأنبّههم ذكرا محمد خاتم النبيّين ، الذي هو المصطفى بالقول المطلق ومظهر لكمال الحقّ وآله الطاهرون الذين يؤول أمرهم إليه صلىاللهعليهوآله في الجهات التشريعيّة والكمالات الإنسانيّة ، ومكارم الأخلاق ، والملحقون به في الولاية ، ويشهد لذلك قوله تعالى في ذيل الآية الشريفة : (إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْراهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آمَنُوا) [سورة آل عمران ، الآية : ٦٨] ، فإنه ظاهر في أن المناط في مفهوم الآل هو المتابعة في الاعتقاد والعمل ، وبهذا الاعتبار يشمل النبيّ صلىاللهعليهوآله وذرّيته