طائِعِينَ) [سورة فصلت ، الآية : ١١] ، مع أن الخطاب عدم لجميع الممكنات ، يصحّ أن يكون لفظه أيضا كذلك.
اللهم : أصله «يا الله» ، والميم المشدّدة عوض عن حرف النداء (يا) ، ولا يجتمعان إلّا شاذا كما في قول الراجز :
إني إذا ما حدث ألما |
|
أقول يا اللهم يا اللهما |
وقال آخر :
وما عليك أن تقولي كلّما |
|
صلّيت أو سبّحت يا اللهم ما |
ومادة (ملك) تأتي بمعنى الاستيلاء والسلطنة ، وهما قد يكونان حقيقيتان ، وهي عبارة : عن الاستيلاء على الشيء من كلّ جهة إيجادا وإبقاء وافناء وربوبيّة ، وتصويره بكلّ صورة شاء وأراد. وهذا القسم مختصّ بالله سبحانه وتعالى ، فإنه مالك لجميع خلقه ملكيّة حقيقيّة من كلّ جهة يفرض فيها.
واخرى : اعتباريّة تدور مدار اعتبار العقلاء ، نحو ملكية الإنسان للأشياء التي تقع تحت استيلائه ، وفي الحديث : «أملك عليك لسانك» ، أي لا تجرّه إلّا بما يكون ذلك لا عليك ، وهذه الملكيّة الاعتباريّة تدور مدار اعتبار المعتبر ، وقابلة للتغيير والتبديل والزوال.
وهذا القسم يلازم القسم الأوّل دون العكس. فيصحّ اعتبار هذه الملكيّة بالنسبة إلى الله عزوجل بالأولى ، لأن كلّ وصف ممكن لا يستلزم من إطلاقه النقص بالنسبة إليه عزوجل ، فيصحّ وصفه به ، قال تعالى : (وَآتُوهُمْ مِنْ مالِ اللهِ الَّذِي آتاكُمْ) [سورة النور ، الآية : ٣٣] ، وقال تعالى : (لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ) [سورة التغابن ، الآية : ١] ، ويصحّ انتزاع هذه الملكيّة الاعتباريّة عن الملكية الحقيقيّة. وبها تنظيم الأغراض العقلائيّة الفرديّة والاجتماعيّة.
ثم إنّ الملكيّة الاعتباريّة ..
تارة : تكون بوضع من الله تعالى ، كملكيّة الإنسان لنفسه وأجزائه وتصرفاته السائغة في بدنه ، بحسب التكوين والتشريع.