القدر والمنزلة في الدولتين معا الأمويّة والعبّاسيّة ، وكان ذا علم ، وقد روي عنه الحديث.
وروى أبو الجارود زياد بن المنذر ، قال : قيل لأبي جعفر الباقر عليهالسلام : أي إخوتك أحبّ إليك وأفضل؟ فقال عليهالسلام : (أمّا عبد الله فيدي الّتي أبطش بها ـ وكان عبد الله أخاه لأبيه وأمّه ـ وأمّا عمر فبصري الّذي أبصر به ، وأمّا زيد فلساني الّذي أنطق به ، وأمّا الحسين فحليم يمشي على الأرض هونا ، وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما) (١) (٢).
__________________
(١) الناصريات : ٦٢.
(٢) قد يقال بأن آباء السيّد المرتضى من أمّه ينتحلون مذهب الزيدية ورمي بها أيضا أخوه الشريف الرضي رحمهالله عليه ؛ لكنّه نسبة واهية قال العلّامة الشيخ عبد الحسين الحلّي في مقدّمة حقائق التأويل ردّا على هذه المزعمة : «ان تلك التهمة ـ الزيدية ـ قد لصقت به من قبل آبائه لامّة ، بني الناصر الكبير ، أبي محمّد (الحسن الأطروش) صاحب الديلم.
لكن هذا قد ثبت لدى علماء الرجال من الإمامية ، وفي طليعتهم السيّد الشريف المرتضى علم الهدى ، في كتابه : شرح المسائل الناصرية نزاهته ، ونزاهة جميع بنيه عن تلك العقيدة المخالفة العقيدة أسلافهم. سوى ان اصطلاح الكتاب أخيرا ، جرى على تسمية الثائر في وجه الخلافة زيديا ، ولمن كان بريئا من عقائد الزيدية ، يريدون : انه زيدي النزعة ، لا العقيدة. وربّما تطرفوا ، فجعلوا لفظ «زيدي» لقبا لكلّ من تحمس للثورة ، وطالب بحق ، زعم أنّه أهله ، وان لم يجرد سيفا ، ولم يحد قيد شعرة عن مذهب الإمامية في الإمامة ، ولا عن طريقة الجماعة ... ولقد كان أبو حنيفة في نقل أبي الفرج الاصبهاني زيديا ، وكذا أحمد ، وسفيان الثوري ، وأضرابهم من معاصريهم. ومراده من زيديتهم : أنهم يرون أن الخلافة الزمنية جائرة ، وأن الخارج آمر بالمعروف أحقّ بالاتباع والبيعة ...
وقال أيضا : الّذي يقال : إنّه إمام الزيدية هو الملقّب بالداعي إلى الحقّ ، وهو الحسن بن زيد ... توفّي بطبرستان سنة ٢٥٠ ... وأمّا الحسن بن عليّ ، الملقّب بالناصر للحقّ الكبير ، وهو الاطروش ، أحد أجداد الشريف لامّه ، والحسن أو الحسين ابن عليّ (أو ابن أحمد) ، الملقّب بالناصر الأصغر ، وهو والد أم الشريف ، فليسا من أئمّة الزيدية. ومن زعم أن الناصر إمام الزيدية ، فقد اشتبه عليه الداعي للحق ، بالناصر للحقّ ، ولا يبعد دعوى اتباعه أنه زيدي ، لكنّه برىء عن تبعة اعتقادهم إلخ مقدّمة حقائق التأويل : ٨٠ وارتضاه العلّامة السيّد جعفر المرتضى العاملي في كتابه «أكذوبتان حول الشريف الرضي : ٢١ و ٢٢» على أن السيّد الرضي ردّ هذه الأوهام في كتابه خصائص الأئمّة حيث قال : ... بعض الرؤساء ـ ممّن غرضه القدح في صفاتي ، والغمز لقناتي ، والتغطية على مناقبي ، والدلالة على مثلبة ـ إن كانت لي ـ لقيني ، وأنا ـ