بسم الله الرّحمن الرّحيم
تمهيد
لا يمكن لمقالة أو مقدّمة أن تنناول أبعاد شخصية السيّد المرتضى ، كما يعجز الشخص لوحده أو مع جمع من أن يدرك تفاصيل حياته الزاخرة بالعطاء. لأنّ للسيّد المرتضى منظومة فكرية يرتبط كلّ بعد من أبعادها ارتباطا وثيقا مع بقيّة الأبعاد. كما أن إبداء الرأي حول كلّ واحد منها والإحاطة بجوانبها ودقائق أمورها بحاجة إلى سنين من البحث العلمي والتعرّف على المذاهب الفكريّة في ذلك الموضوع. ويزداد هذا الأمر صعوبة إذا ما كانت هناك آراء خاصّة للسيّد المرتضى تخالف رأي المشهور بعده ، ولهذا يظهر أن من غير المتيسّر التعرف على السيرة العلميّة لشخصية من قبيل السيّد المرتضى إلّا بتكوين مجاميع متخصّصة في كلّ فنّ تبحّر فيه تعمل تحت إشراف أحد العلماء.
ولهذا فإنّ بحثنا لا يروم الخوض في جميع الجوانب العلميّة للسيّد المرتضى بل يحاول الإجابة على بعض الأسئلة الّتي تبدر في ذهن القارئ بالنسبة للتراث العلمي لهذا الرجل الكبير. فقد يسأل عن سبب الاهتمام الكبير للسيّد المرتضى بالنسبة لتفسير القرآن (١) أو عن السرّ في استدلال السيّد المرتضى الّذي يعدّ عالما شيعيّا بروايات أهل السنّة أكثر من الروايات الواردة عن أهل البيت عليهمالسلام والسؤال الآخر هو عن المنهجية التفسيريّة الّتي ينتهجها السيّد المرتضى.
وسنذكر قبل الخوض في الإجابة على هذه الأسئلة وفي الفصل الأوّل
__________________
(١) يعلم هذا بمراجعة هذا الكتاب وقد وصفه العلّامة الطهراني بأنّه من المكثرين في التفسير. الذريعة ٤ : ٤١٤.