فاوجب الشارع ، ومعنى ايجاب العمل على الأمارة وجوب تطبيق العمل عليها ، لا وجوب ايجاد عمل على طبقها ،
______________________________________________________
صلاة الجمعة ، وانّما في اتباع الخبر الّذي يدل على وجوبها(فاوجب) اي اوجب هذا العمل (الشارع) لتلك المصلحة السلوكية ، لا لاجل مصلحة في الواقع المأتي به من صلاة الجمعة.
ثم لا يخفى : انه يلزم ان يتدارك الشارع بالمصلحة السلوكية مصلحة الواقع ، الّتي تفوت بسبب الأمارة ، فيما اذا كان المكلّف يحرز تلك المصلحة اذا لم يضع الشارع الأمارة لأنه كان يتمكن ـ مثلا ـ من العلم بالواقع ، فيأتي بالواقع ـ وقد تقدّم الالماع الى هذا سابقا ـ.
(و) ان قلت : كيف قلتم : يجب العمل على طبق الأمارة؟ والحال ان الأمارة قد تدل على الاستحباب ، فلا يجب العمل على وفقها ، او تدل على الاباحة مثلا.
قلت : (معنى ايجاب العمل على الأمارة) هو (: وجوب تطبيق العمل عليها) اي على تلك الأمارة ، بمعنى : اتباع الأمارة وجوبا او استحبابا ، او سائر الاحكام الخمسة.
(لا وجوب ايجاد عمل على طبقها) بمعنى : ان اللازم على المكلّف ان دلّت الأمارة على احد الاحكام الخمسة ، العمل حسب مدلول الأمارة ، فان دلّت على الوجوب : عمل او على التحريم : ترك ، او على الاباحة : تخيّر ، او على الاستحباب : عمل مرجحا الفعل على الترك او على الكراهة : ترك مرجحا الترك على الفعل ، فيلتزم بمؤدّى الأمارة وهذا الالتزام فيه المصلحة ، فيما كانت الأمارة مخالفة للواقع ويتدارك بهذه المصلحة السلوكية فوت مصلحة الواقع.