أمّا الكلام في الخلاف الأوّل :
فتفصيله أنّه ذهب جماعة من الاخباريّين إلى المنع عن العمل بظواهر الكتاب من دون ما يرد التفسير وكشف المراد عن الحجج المعصومين صلوات الله عليهم.
وأقوى ما يتمسّك لهم على ذلك وجهان : أحدهما الأخبار المتواترة
______________________________________________________
(امّا الكلام في الخلاف الأوّل) وهو : منع العمل بظاهر الكتاب (فتفصيله : انّه ذهب جماعة من الاخباريين) الملتزمين ، بخصلتين : ـ
اوّلا : انّهم يحصرون الاحكام في الفهم من الاخبار فقط.
ثانيا : انّهم لا يهتمّون في طريق الاستنباط بالقواعد الاصوليّة.
فهؤلاء ذهبوا : (إلى المنع عن العمل بظواهر الكتاب) وقالوا : بأنّ اصالة عدم القرينة الّتي تجري في كلمات المتكلمين ليست جارية في ظواهر القرآن الحكيم (من دون ما يرد) و : «ما» بمعنى : «انّ» أي من دون ان يرد فيه (التفسير ، وكشف المراد) من تلك الظواهر(عن الحجج المعصومين صلوات الله عليهم).
وقد استدلّوا لذلك بأدلة متعدّدة(و) لكن (اقوى ما يتمسّك لهم على ذلك) الّذي ادّعوه من المنع (وجهان : احدهما : الاخبار المتواترة) والخبر المتواتر : هو الّذي يؤمن فيه من تواطؤ المخبرين على الكذب ، والتواتر على ثلاثة اقسام :
اولا التواتر اللفظي : وهو انّ يروي امرا بلفظ واحد ، جماعة كثيرة عن المعصوم عليهالسلام وتقييده بالمعصوم انّما هو بالنسبة إلى ما نحن بصدده من اخبارهم عليهمالسلام ، والّا فالتواتر يأتي في كلّ خبر ، ولو عادي ، كالاخبار بالحروب ، وبفتح المدن ، وبما اشبه ذلك ـ.