لأنّهم أتوا من قبل أنفسهم ، فلا يمكننا الاحتجاج باجماعهم أصلا» ، انتهى.
فانّ صريح هذا الكلام أنّ القادح في طريقة السيّد منحصر في استلزامها رفع التمسّك بالاجماع ، ولا قادح فيها سوى ذلك ،
______________________________________________________
لا تنكرون أن تكون الامة ككل على باطل ، لان لازم قولكم بعدم وجود اللطف الاعتراف : بأنّه يمكن أن يدّعي أحد ما يضل به الامّة ككل ، بالنسبة الى بعض الفروع الفقهية ، ومع ذلك لا يجب على الإمام ان يظهر حتى يريهم الحقّ في المسألة ، وانّما يكون لازمه ذلك ، لما تقدّم من استدلال السّيد بقوله : (لانّهم) أي الناس (أتوا من قبل أنفسهم) وانّهم هم السبب الباعث لغيبة الإمام عليهالسلام ، وعلى هذا ، فلا يجب على الله سبحانه وتعالى : ان يظهر الإمام ويبيّن الحقّ فيما اذا اجتمعت الامّة على الخلاف.
وعليه : (فلا يمكننا الاحتجاج باجماعهم أصلا) (١) لأنّ اللطف : ممنوع عند ، السّيد والدخول : غير ممكن في زمان الغيبة ، فلا وجه لحجّية الاجماع ، (انتهى) كلام الشيخ في ردّ السّيد رحمهالله القائل : بأنّ حجّية الاجماع من باب الدخول ، وليس من باب اللطف ، لأنّ اللطف ليس بواجب على الله سبحانه.
(فان صريح هذا الكلام) من شيخ الطائفة ، يدلّ على (انّ القادح في طريقة ، السّيد منحصر في استلزامها) أي : استلزام طريقته (رفع التمسّك بالاجماع) فلا يمكن للامّة التمسّك بالاجماع في بعض المسائل الفقهية ، لما عرفت : من انّه لا مستند للاجماع إلّا اللّطف (و) حيث انّ السّيد يمنع اللطف فلا مستند للاجماع اطلاقا.
ولا يخفى : انّه (لا قادح فيها) أي : في طريقة السّيد(سوى ذلك) الّذي
__________________
(١) ـ الغيبة : ص ٦٦ ، عدة الاصول : ص ٢٤٧.