لأنّا إذا كنّا نحن السبب في استتاره ، فكلّ ما يفوتنا من الانتفاع به وبما يكون معه من الأحكام قد فاتنا من قبل أنفسنا ، ولو أزلنا سبب الاستتار لظهر وانتفعنا به وأدّى إلينا الحقّ الذي كان عنده».
قال : «وهذا عندي غير صحيح ، لأنّه يؤدّي إلى أن لا يصحّ الاحتجاج باجماع الطائفة
______________________________________________________
من بين الأمة ـ فرضا ـ (لأنّا اذا كنّا نحن السبب في استتاره) أي : في استتار الإمام عليهالسلام.
وعليه : (فكلّ ما يفوتنا من الانتفاع به) أي : بالامام عليهالسلام (وبما يكون معه من الأحكام) فانّ للامام عليهالسلام فائدتين : الاولى : فائدة القيادة في الموضوعات.
الثانية : فائدة بيان الأحكام.
و (قد فاتنا) كلا الفائدتين (من قبل أنفسنا) لانّا نحن السبب في غيبته عليهالسلام.
(ولو أزلنا سبب الاستتار) وأصلحنا انفسنا ، ومهّدنا الجوّ له حتى يظهر(لظهر ، وانتفعنا به ، وادّى الينا الحقّ الذي كان عنده).
لا يقال : هذا البعض قد صار سببا للاستتار ، فما ذنب البعض الآخر ، الذين هم يهيئون للامام عليهالسلام؟ ؛ لأنّه يقال : جرت سنة الله تعالى في الكون على انّه لو ظلم البعض شملت ناره الآخرين ، كولد يقتل اباه ، فانه يتضرر بذلك سائر الأولاد الآخرين ، حيث يحرمون من ظلال الأب ، ومن رأفته وخدمته ، وهكذا الانبياء والائمة عليهمالسلام ، فقد كانوا يقتلون بسبب جماعة من الأشرار والكفار ، ويحرم من وجودهم الاخيار والأتقياء.
(قال) الشيخ (وهذا) أي : عدم وجوب اللّطف الذي ذكره السيّد رحمهالله (عندي غير صحيح ، لأنّه يؤدّي الى أن لا يصح الاحتجاج باجماع الطائفة