مخصّصا له ، بل ربما يعكسون الأمر فيحكمون بنفي ذلك الاحتمال وارتفاع الاجمال لأجل ظهور العامّ ، ولذا لو قال المولى : اكرم العلماء ، ثمّ ورد قول آخر من المولى إنّه لا تكرم زيدا ، واشترك زيد بين عالم وجاهل ، فلا يرفع اليد عن العموم بمجرّد الاحتمال ، بل يرفعون الاجمال بواسطة العموم ، فيحكمون بارادة زيد الجاهل من النهي.
______________________________________________________
مخصّصا له) كما يأتي من مثال المصنّف عن قريب ، (بل ربّما يعكسون الأمر) أي : يجعلون العام المتقدّم بيانا لهذا المنفصل المجمل المتأخر ، فيكون العام مبينا للمجمل ، لا ان المجمل يكون مخصصا للعام (فيحكمون بنفي ذلك الاحتمال) أي : احتمال كون المنفصل قرينة للعام ومخصصا له (وارتفاع الاجمال) من هذا المنفصل المجمل (لأجل ظهور العام) وبسببه ، فالعام يكون قرينة للمنفصل ، لا ان المنفصل يكون مخصصا للعام.
(ولذا لو قال المولى : اكرم العلماء ، ثمّ ورد) منفصلا(قول آخر من المولى : انّه لا تكرم زيدا ، واشترك زيد بين عالم وجاهل) مما يسبب أن يكون زيد مجملا في ان المراد هل هو : عدم اكرام زيد العالم أو المراد : عدم اكرام زيد الجاهل؟ ، (فلا يرفع اليد عن العموم ، بمجرد الاحتمال) في هذا المنفصل ، بأن يقال : ان زيدا محتمل أن يكون عالما ، فهو يخصص اكرم العلماء(بل) يقال : باصالة العموم في العام ، ويتمسكون بعمومه لرفع الاجمال عن زيد ، لان اكرم العلماء يشمل كل العلماء حتى زيدا العالم ، فبه (يرفعون الاجمال) عن زيد في لا تكرم زيدا ، بأن يقال : انّ المراد من زيد ، الذي يحرم اكرامه ، هو زيد الجاهل ؛ وذلك (بواسطة العموم) فانه مبيّن لاجمال زيد ، وموضح بان المراد من زيد في قوله : لا تكرم زيدا ، هو زيد الجاهل لا العالم (فيحكمون بارادة زيد الجاهل من النهي).