يدلّ على كون ظاهر الكتاب حجّة لغير المشافهين بالخصوص.
فأجاب عنه : بأنّ رواية الثقلين غير ظاهرة في ذلك ، لاحتمال كون المراد التمسّك بالكتاب بعد ورود تفسيره عن الأئمة عليهمالسلام ، كما يقوله الأخباريّون.
______________________________________________________
النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم القائلة : «أنّي تارك فيكم الثّقلين ، ما إن تمسّكتم بهما ، لن تضلّوا بعدي أبدا ، كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، وإنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض» (١) ، ظاهرة في حجيّة ظواهر الكتاب ، بالنسبة الى كل المسلمين ، سواء من كان منهم مشافها ، او لم يكن ، كان في زمان النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم او لم يكن ، كما فيمن يأتي بعد ذلك ، الى يوم القيامة ، فانها ممّا(يدلّ على كون ظاهر الكتاب حجّة لغير المشافهين بالخصوص) أي من باب الظنّ الخاص ، لا من باب الظنّ الانسدادي ، كما يقوله المحقّق القمي.
(فأجاب عنه) أي عن هذا الاشكال بقوله : قلت : (بأن رواية الثقلين) وان كان سندها قطعيّا الّا انها(غير ظاهرة في ذلك) أي في حجيّة ظواهر الآيات ، بالنسبة الى غير المشافهين من باب الظنّ الخاص (لاحتمال كون المراد : التمسّك بالكتاب بعد ورود تفسيره عن الأئمة عليهمالسلام ـ كما يقوله الاخباريون ـ) ، وعليه : فلم يثبت حجيّة ظواهر القرآن بالنسبة الى غير المشافهين ، كما أراده المستشكل ، فانه أراد : حجيّة ظواهر القرآن مجرّدة عن التفسير ، بالنسبة الى الغائبين عن مجلس الخطاب.
ثم قال المحقّق القميّ : فان قلت : نتمسّك بظاهر خبر الثقلين ، ونحكم بحجيّة
__________________
(١) ـ وسائل الشيعة : ج ٢٧ ص ٣٣ ب ٥ ح ٣٣١٤٤ وكذا راجع معاني الاخبار : ص ٩١ ، كمال الدين: ص ٢٤٧ ، ارشاد القلوب : ص ٣٤٠ ، كشف الغمة : ج ١ ص ٤٣ ، متشابه القرآن : ج ٢ ص ٣٥ ، المسائل الجارودية : ص ٤٢.