ويدلّ على ذلك أيضا سيرة أصحاب الأئمة عليهالسلام ، فانّهم كانوا يعملون بظواهر الأخبار الواردة إليهم ، كما يعملون بظواهر الأقوال التي يسمعونها من أئمتهم عليهمالسلام ، لا يفرّقون بينهما الّا بالفحص وعدمه ، كما سيأتي.
______________________________________________________
لا من جهة انهم مقصودون بالخطاب ، وعليه : فالمنكر لحجية الخبر الظني السند ، كالسيد المرتضى أيضا لا يقول بانحصار الحجية ، للمقصود بالخطاب فقط ، فكيف من يقول : بحجية الخبر ، الظني السند ، فانه أولى ان لا يقول : بانحصار الحجية بمن قصد افهامه؟.
(ويدل على ذلك) اي حجة الظواهر مطلقا ، سواء من قصد افهامه ، أو لم يقصد إفهامه (أيضا) اي بالاضافة الى ما تقدّم : من بناء أهل اللسان ، وبناء العلماء(سيرة اصحاب الأئمة عليهمالسلام ، فانهم كانوا يعملون بظواهر الاخبار الواردة اليهم) من الرواة ، مثلا : كان محمد بن مسلم ، الذي هو في زمن الإمام الصادق عليهالسلام ، يعمل باخبار الرسول وعلي والحسن والحسين عليهمالسلام من غير أن يدركهم ويخاطبوه بها ، وانّما كان يسمعها من الرواة ، فمحمد بن مسلم ، وزرارة ، والفضيل وغيرهم كانوا يعملون بتلك الروايات الواصلة اليهم (كما يعملون بظواهر الاقوال ، التي يسمعونها من ائمتهم عليهمالسلام) المعاصرين لهم كالصادقين عليهماالسلام و (لا يفرقون بينهما) اي بين الروايات الواردة والروايات المسموعة من الائمة مباشرة(الّا بالفحص وعدمه كما سيأتي) ان شاء الله تعالى ، اي انهم كانوا يفحصون في الروايات الواردة اليهم عن المخصص والمقيّد لها وما اشبه ذلك بخلاف الروايات التي يسمعونها من الائمة عليهمالسلام مباشرة حيث ما كانوا يفحصون عن المقيد والمخصص وما أشبه.