وعدم كونه من باب التأليف للمصنّفين ، فالظهور اللفظيّ ليس حجّة حينئذ لنا ، إلّا من باب الظنّ المطلق الثابت حجّيّته عند انسداد باب العلم.
ويمكن توجيه هذا التفصيل :
______________________________________________________
يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ)(١) ، وقول النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم : «لعن الله من تخلّف عن جيش أسامة» (٢) ، كلّها خاصة بأولئك ولا تشملنا ، بل لا يشمل قوله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، هذا للجيش الّذي يعقده أسامة ، بعد وفاته صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فاذا عقد جيشا وأراد غزوا ، فلم ينظم بعض المسلمين تحت لوائه ، لا يشمله لعن الرسول.
(و) ذلك ل(عدم كونه من باب التأليف للمصنفين) أي : بناء على انّا لسنا مقصودين بالافهام ، فالقرآن العزيز ـ على رأيه ـ ليس من قبيل تأليف المصنفين ، أمّا بناء على كوننا مقصودين بالافهام في الكتاب العزيز ، وفي كلماتهم عليهمالسلام ، فالخارج يحتاج إلى الدليل.
وعلى قول صاحب القوانين : (فالظهور اللفظي) في الآيات والاخبار(ليس حجّة حينئذ لنا الّا من باب الظنّ المطلق الثابت حجّيّته عند انسداد باب العلم) لا من باب الظنّ الخاصّ ، الّذي كلامنا فيه الآن.
والحاصل : انّ صاحب القوانين ، يرى حجّيّة هذه الامور من باب الظنّ المطلق ، كسائر الظنون ، لا من باب انّه ظنّ خاصّ.
(ويمكن توجيه هذا التفصيل) بما حاصله : انّه اذا كان الشخص مقصودا بالافهام ، فاحتمال خلاف ظاهر اللفظ ، يكون من جهة احتمال غفلة المتكلّم ،
__________________
(١) ـ سورة الانفال : الآية ٦٥.
(٢) ـ دعائم الاسلام : ج ١ ص ٤١ ، الصراط المستقيم : ج ٢ ص ٢٩٦ (بالمعنى) ، إثبات الهداة : ج ٢ ص ٣٨٣ ، الملل والنحل للشهرستاني : ص ٦.