كما في الناظر في الكتب المصنّفة ، لرجوع كلّ من ينظر إليها ؛ وبين من لم يقصد إفهامه بالخطاب ، كأمثالنا بالنسبة الى أخبار الأئمة عليهمالسلام الصادرة عنهم في مقام الجواب عن سؤال السائلين وبالنسبة الى الكتاب العزيز ، بناء على عدم كون خطاباته موجّهة إلينا
______________________________________________________
بكذا(كما في الناظر في الكتب) ، المتعارفة(المصنّفة لرجوع كلّ من ينظر اليها) ، فانّ امثال هذه الكتب ، لم تكتب لجماعة خاصّة كانوا في حضور المؤلف ، أو كانوا في زمانه ، فانّ المصنفين غالبا يؤلّفون الكتاب لكلّ من نظر فيه وطالعه ، ولو بعد آلاف السنوات ، فيكون الجميع مقصودا بالافهام ، ولهذا تكون هذه الكتب حجّة بالنسبة اليهم.(وبين من لم يقصد افهامه بالخطاب) حتّى وان كان حاضرا في المجلس ، كما اذا كان المتكلّم يريد جماعة خاصّة كالعلماء ـ مثلا ـ أو المهندسين أو الاطبّاء ، فانّ غير هؤلاء اذا كانوا حاضرين في مجلس الخطاب ، لا يشملهم الخطاب ، فليس الظواهر حجّة بالنسبة اليهم (كأمثالنا بالنسبة إلى اخبار) الرسول والزهراء و (الأئمّة عليهمالسلام الصادرة عنهم في مقام الجواب عن سؤال السائلين) ، فانّ المقصود بالخطاب هو السائل لا كلّ من يسمع الخطاب ، ولو كان حاضرا في مجلس المعصوم عليهالسلام ، فالغائب في ذلك الزمان وكذلك نحن لسنا مقصودين بالافهام ، ولذا فالظاهر ليس حجّة لنا(و) لا لأمثالنا(بالنسبة الى الكتاب العزيز بناء على عدم كون خطاباته موجّهة الينا) بل خطاباته موجهة إلى الموجودين ، في زمن نزول الآيات ، فمثل قوله سبحانه : (حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتالِ)(١) ، وقوله تعالى : (إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صابِرُونَ
__________________
(١) ـ سورة الانفال : الآية ٦٥.