أخذ تفصيلها من الأخبار» ، انتهى.
أقول : ولعلّه قصّر نظره الى الآيات الواردة في العبادات ، فانّ أغلبها من قبيل ما ذكره ،
______________________________________________________
اخذ تفصيلها من الاخبار انتهى) (١).
وفيه : انّ كلا الاشكالين : ـ اشكال : كفاية الاخبار ، والاجماعات ، والأدلّة العقليّة ، عن الاحتياج إلى ظواهر القرآن الحكيم ، واشكال : انّ الآيات كلّها مجملات فلا يمكن أخذ شيء منها ـ غير تامّ.
ولا يخفى انّ المتوهّم ، وان كان من اعاظم العلماء وهو : المولى أحمد النراقي في كتابه : «مناهج الاصول» ، الّا أنّا تتبّعنا الآيات ، والروايات ، والاجماعات والادلّة العقليّة ، فظهر لنا عدم صحّة اشكالية.
(اقول : ولعلّه) أي : المتوهّم (قصر نظره) أي : نظر فقط(إلى الآيات الواردة في العبادات) مثل قوله تعالى : (وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكاةَ ...)(٢).
وقوله تعالى : (كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيامُ ...)(٣) ، وقوله تعالى : (وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ ...)(٤) ، وغير ذلك من سائر آيات العبادات (فانّ اغلبها من قبيل ما ذكره) ، أي : انّها لا ظاهر لها ، حيث انّها مجملة ، وقد ورد في تفسيرها روايات متواترة ، واجماعات متكثّرة ، فلا ثمرة في البحث عن : حجّيّة ظواهرها ، أو لا حجّيّتها ، ومع ذلك فسيأتي في آخر كلام المصنّف الاشكال أيضا في استفادة الاحكام من آيات العبادات.
__________________
(١) ـ مناهج الاصول للنراقي : ص ١٥٨.
(٢) ـ سورة البقرة : الآية ٤٣.
(٣) ـ سورة البقرة : الآية ١٨٣.
(٤) ـ سورة آل عمران : الآية ٩٧.