التفسير وأيضا ذمّ الله تعالى من اتّباع الظنّ وكذا الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وأوصيائه عليهمالسلام ، ولم يستثنوا ظواهر القرآن ـ إلى أن قال ـ : وأمّا الأخبار ، فقد سبق أنّ أصحاب الأئمة عليهمالسلام ، كانوا عاملين
______________________________________________________
التفسير) ولهذا السبب لا نتمكن من العمل بظواهر القرآن ، ونتمكن من العمل بظواهر الاخبار.
(وأيضا) الاصل حرمة العمل بالظنّ ، بما هو هو ـ وانّما الخارج الاخبار ـ لانّه ، (ذمّ الله تعالى من اتباع الظنّ ، وكذا الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم واوصيائه عليهمالسلام ، ولم يستثنوا ظواهر القرآن) فقد قال سبحانه وتعالى في ذلك : (إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَما تَهْوَى الْأَنْفُسُ)(١) ، وقال الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم : «من فسّر القرآن برأيه فليتبوأ مقعده من النّار» (٢) ، إلى غير ذلك ممّا تقدّم من النهي عن التفسير في كلماتهم ، عليهمالسلام.
فتحصّل : إنّ الفارق بين الاخبار والقرآن يكون كالتالي :
اولا : انّهم عليهمالسلام ، أجازوا العمل بالاخبار ، فخرجت الاخبار عن حرمة العمل بالظنّ ، وبقي القرآن داخلا في حرمة العمل بالظنّ.
وثانيا : انّ الاخبار لها ظواهر لانّها غير مختلطة بالمتشابه منها ، بينما القرآن لا ظواهر له ، لأنّ المحكم والمتشابه منه ، قد اختلط احدهما بالآخر ، فلا نعلم أي الآيات محكم وأي الآيات متشابه؟ (إلى أن قال : وامّا الاخبار ف) يجوز العمل بها ، خروجا عن القاعدة ، لما(قد سبق : انّ أصحاب الائمّة عليهمالسلام كانوا عاملين
__________________
(١) ـ سورة النجم : الآية ٢٣.
(٢) ـ غوالي اللئالي ح ٤ ص ١٠٤.