لما فيها من الناسخ والمنسوخ ، والمحكم والمتشابه ، والعامّ والمخصّص ، والمطلق والمقيّد.
لأنّا نقول : إنّا لو خلّينا وأنفسنا ، لعملنا بظواهر الكتاب والسنّة مع عدم نصب القرينة على خلافها ، ولكن منعنا من ذلك في القرآن للمنع من اتّباع المتشابه وعدم بيان حقيقته ، ومنعنا رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم عن تفسير القرآن ، ولا ريب في أنّ غير النصّ محتاج إلى
______________________________________________________
وانّما نقول ذلك (لما فيها) أي في الاخبار (١) (من الناسخ والمنسوخ ، والمحكم والمتشابه ، والعامّ والمخصّص ، والمطلق والمقيد) ، والحقيقة والمجاز.
(لأنّا نقول : انّا لو خلينا وانفسنا لعملنا) بسبب المقدمة الاولى ، التي ذكرناها :
من انّ الاصل العمل بالظواهر(بظواهر الكتاب والسنّة) معا(مع عدم نصب القرينة على خلافها) أي : خلاف الظواهر.
(ولكن منعنا من ذلك) أي : من العمل بالظواهر(في القرآن) الحكيم ، وذلك لما ذكرناه : من انّ القرآن له اسلوب جديد ، وليس كسائر كلام الموالي ، و (للمنع من اتباع المتشابه ، وعدم بيان حقيقته) أي حقيقة المتشابه.
هذا من ناحية(و) من ناحية أخرى : (منعنا رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم عن تفسير القرآن) الحكيم ، (ولا ريب في انّ غير النصّ) من آيات القرآن الحكيم ، لما تقدّم : من انّ بعض القرآن نص ، مثل قوله تعالى : (قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ)(٢) وبعضه ليس بنصّ مثل قوله تعالى : (أَحَلَّ اللهُ الْبَيْعَ ...)(٣) ، وغير النصّ (محتاج إلى
__________________
(١) ـ انظر الكافي (اصول) : ج ١ ص ٦٣ ح ١ ، وسائل الشيعة : ج ٢٧ ص ٢٠٧ ب ١٤ ح ٣٣٦١٤.
(٢) ـ سورة الاخلاص : الآية ١.
(٣) ـ سورة البقرة : الآية ٢٧٥.