بل لم يبيّن لهم المراد من هذا اللفظ ، وجعل البيان موكولا إلى خلفائه ، والنبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، نهى الناس عن التفسير بالآراء ، وجعلوا الأصل عدم العمل بالظنّ إلّا ما أخرجه الدليل.
______________________________________________________
(بل لم يبين لهم المراد من هذا اللفظ) أي : لفظ المتشابه ، فلفظ المتشابه بنفسه متشابه أيضا(وجعل البيان موكولا إلى خلفائه) والآية الكريمة ، هي قول سبحانه : (هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتابَ مِنْهُ آياتٌ مُحْكَماتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتابِ ، وَأُخَرُ مُتَشابِهاتٌ ، فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ ما تَشابَهَ مِنْهُ ابْتِغاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغاءَ تَأْوِيلِهِ وَما يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ ، آمَنَّا بِهِ ، كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنا ، وَما يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُوا الْأَلْبابِ)(١).
وفي رواية عن الصادق صلىاللهعليهوآلهوسلم قال : «المتشابه ما اشتبه على جاهلة» ، فكأنّه عليهالسلام ، أراد انّه ليس متشابها على أهل البيت عليهمالسلام ، الذين خوطبوا بالقرآن.
وبالجملة : أراد السيد الصدر : انّ هذه الآية ، سبب سقوط ظواهر الآيات الأخر عن الاستدلال بها ، لاحتمال دخول كلّ الآيات القرآنيّة في المتشابه ، لانّا لا نعلم أيّة آية متشابهة؟ وأنّه ايّة آية غير متشابهة؟ كما اذا اختلط المجمل بالمبيّن ، ولم يعرف انّ أيّها مجمل وأيّها مبيّن؟.
(والنبي صلىاللهعليهوآلهوسلم نهى الناس عن التفسير بالآراء) فقول النّبي صلىاللهعليهوآلهوسلم أيضا ، دليل ثان بعد الآية المباركة على انّ القرآن لم يصدر للافهام ، بل له تفسير ، والتفسير يجب أن يؤخذ منهم عليهمالسلام.
(وجعلوا) أيّ العقلاء ، أو العلماء(الأصل عدم العمل بالظنّ ، إلّا ما اخرجه الدليل) ، وليس القرآن ممّا اخرجه الدليل فهو باق في المستثنى منه ، بحيث
__________________
(١) ـ سورة آل عمران : الآية ٧.