وإنّما الخلاف والاشكال وقع في موضعين : أحدهما : جواز العمل بظواهر الكتاب.
______________________________________________________
العلل كلّمك؟.
فاجابه موسى عليهالسلام : نعم.
قال الحكيم : وكيف كلّمك؟.
قال موسى عليهالسلام : من جميع الجهات ، وبكلّ الجهات.
فتوجّه الحكيم إلى بني اسرائيل ، وقال لهم : يا بني اسرائيل اتّبعوا نبيّكم!
ومعنى «جميع الجهات» : الجهات الست وما بينها ، فكلامه سبحانه يحيط بالانسان كاحاطة الماء والهواء به.
ومعنى «بكلّ الجهات» : انّ في كلامه سبحانه كلّ شيء ، فليس كلامه ككلام احدنا خاصّا بأمر ، او مشيرا إلى معنى واحد ، فانّا اذا قلنا ـ مثلا ـ الماء كان معناه الجسم السيّال ، امّا اذا قاله تعالى ـ لانسان قابل الفهم ـ كان معناه الماء ، والهواء ، والكتاب ، والقلم ، والارض ، والسماء ، والسهل ، والجبل ، وإلى آخره ، ممّا لا ندركه نحن وليس هذا بدعا من الامر ، وانّما له مشابه ، فقد ورد في الحديث : انّ كلّ واحد من اطعمة الجنّة يحتوي على كلّ الطعوم ، إلى غير ذلك ممّا هو خارج عن مقصود الشرح.
وعلى أيّ ، فلا خلاف في حجّيّة الظواهر في الجملة(وانّما الخلاف والاشكال وقع في موضعين : أحدهما : جواز العمل بظواهر الكتاب) فانّ المشهور بل فوق المشهور قالوا : بالجواز ـ بمعنى اللزوم ـ في قبال جملة من الاخباريين القائلين بعدم الجواز ، وذلك امّا لعدم ظهور للقرآن ، وامّا لانّه ظاهره لم يعلم كونه مراد الله سبحانه وتعالى.