أو الزجر عن المولى.
فاسم الإرادة المتعلّقة بالبعث هو الوجوب ، واسم الإرادة المتعلّقة بالزجر هي الحرمة ، ولا شكّ في عدم صدق تعريف التضاد عليهما على هذا المعنى ؛ لعدم كون الإرادتين المذكورتين نوعين من الإرادة ، بل هما شخصان منها ؛ إذ القيام والقعود أمران متضادّان بخلاف الإرادتين المتعلّقتين بهما ؛ إذ القيام والقعود دخيلان في تشخّص الإرادة لا في نوعها ، وتعلّقها بأشياء متعدّدة لا يوجب تغيير ماهيّتها ، كما أنّ تعلّق العلم بمعلومات مختلفة لا يوجب تغيير ماهيّة العلم ، فإن كان الحكم هي الإرادة المتعلّقة بالبعث أو الزجر فلا يصدق عليه تعريف التضادّ أصلا ، مع أنّ الوجوب والاستحباب كلاهما عبارتان عن الإرادة المظهرة المتعلّقة بالبعث ، والفرق بينهما بقوّة الإرادة وضعفها ، ومن المسلّم أنّ الاختلاف بالشدّة والضعف لا يمكن أن يرجع إلى الاختلاف في الماهيّة.
الاحتمال الثاني : أنّ الحكم هو البعث الاعتباري الذي يتحقّق بواسطة هيئة «افعل» ، والزجر الاعتباري الذي يتحقّق بواسطة هيئة «لا تفعل» كما هو المختار ، وعلى هذا الاحتمال أيضا لا ينطبق تعريف التضادّ عليهما بأدلّة متعدّدة : الأوّل : أنّه قد مرّ في المباحث السابقة أنّ الموضوع في القضيّة الحمليّة إن كان هذا الجسم الموجود في الخارج والمحمول هو الأسود والأبيض معا تكون القضيّة كاذبة ؛ لتحقّق التضاد بينهما في هذه المرحلة ، وإن كان الموضوع فيها ماهيّة الجسم والمحمول هو الأسود والأبيض معا تكون القضيّة صادقة ؛ إذ لا يكون في هذه المرحلة من التضادّ ـ بل التناقض ـ أثر ولا خبر ، ولذا يصحّ القول بأنّ ماهيّة الإنسان موجودة ومعدومة معا ، والموجود بلحاظ أفراده