صنّف كتابا جمع فيه رواة حديثه ، وأنهاهم إلى أربعة آلاف (١).
وفي عصر الإمام الكاظم (ع) كان جماعة من أصحابه وأهل بيته وشيعته يحضرون مجلسه ومعهم في أكمامهم الواح آبنوس لطاف ، وأميال ، فإذا نطق ابو الحسن كلمة أو أفتى في نازلة ، أثبتوا ما سمعوه منه في ذلك.
هكذا دوّن أصحاب الأئمة ما سمعوه منهم ، وبلغت مؤلفاتهم الآلاف ، نجد تراجمها في فهرستي النجاشي والشيخ الطوسي ، وكل واحد منهما يروي تلك الكتب عن مؤلّفيها بسنده الخاصّ إليهم.
وفي عصر الأئمة دوّن أصحابهم الاصول والاصل في اصطلاح المحدّثين من مدرسة أهل البيت هو الكتاب الّذي جمع فيه مصنّفه الاحاديث التي رواها هو عن المعصوم أو عن الراوي عن المعصوم ولم ينقل فيه الحديث عن كتاب مدون. وكان من دأب أصحاب الأصول أنهم إذا سمعوا من أحد الأئمة حديثا بادروا إلى اثباته في اصولهم لئلّا يعرض لهم نسيان لبعضه أو كلّه بتمادي الأيّام ، واستقر أمر المتقدمين على أربعمائة أصل ممّا دوّن منذ عصر أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) إلى عصر أبي محمّد الحسن العسكري وسميت بالاصول الأربعمائة ، وجلّ الاصول الاربعمائة دوّنت من قبل أصحاب الامام الصادق سواء كانوا مختصين به أو ممن أدركوا أباه الامام الباقر أو ممن أدركوا ولده الامام الكاظم (ع) بعده(٢).
__________________
(١) ابن عقدة الحافظ أحمد بن محمد بن سعيد الهمداني الكوفي كان زيديا جاروديا (ت : ٣٣٢ ه) من مؤلفاته: كتاب أسماء الرجال الذين رووا عن الصادق أربعة آلاف رجل خرج فيه لكل رجل الحديث الذي رواه ـ ترجمته في الكنى والالقاب ١ / ٣٤٦. وسنة وفاته فيه : (٣٣٣ ه).
(٢) وأول موسوعة حديثية جامعة الفت بمدرسة أهل البيت هو كتاب الكافي ، ألّفه ثقة الإسلام أبو جعفر محمد بن يعقوب بن اسحاق الكليني. (ت : ٣٢٩ أو ٣٢٨ ه) حاول مؤلفه أن يجمع فيه الاصول والمدونات الحديثية الصغيرة الأخرى ، وجاب من أجله البلاد في عشرين سنة.
وأخذ من الكافي ومن الاصول والمدونات الحديثية الاخرى الشيخ الصدوق أبو جعفر محمد بن ـ