تنطق بشيء وأنت الناطق بجميع ما كلّمتها فيه على المنبر ، أما والله يا ابن الزبير إنّي خائف عليك ، وأقسم بالله قسما صادقا لتبايعنّ يزيد طائعا أو كارها أو لتعرفنّي في هذه البطحاء وفي يدي راية الاشعريّين (١).
وذكر ابن أعثم وقائع بين ابن الزبير وعمرو بن سعيد ، كانت الغلبة فيها لابن الزبير.
وذكر الطبري أنّه عزل عمرو بن سعيد وولى الوليد بن عتبة فأقام الحج سنة ٦١ ه (٢).
قال : (٣) وأقام الوليد يريد ابن الزبير فلا يجده إلا متحذّرا متمنّعا ، وأفاض بالناس من عرفة ثمّ أفاض ابن الزبير بأصحابه ، ثمّ انّ ابن الزبير عمل بالمكر في أمر الوليد فكتب إلى يزيد انّك بعثت إلينا رجلا أخرق لا يتجه لأمر رشد ، ولا يرعوي لعظة الحكيم ، فلو بعثت رجلا سهل الخلق رجوت أن يسهل من الامور ما استوعر منها ، وان يجتمع ما تفرّق ، فعزل يزيد الوليد وولى عثمان بن محمّد بن أبي سفيان.
وفد أهل المدينة عند يزيد :
قالوا : كان عثمان فتى غرا لم يجرّب الامور ولم يحنّكه السنّ فبعث إلى يزيد وفدا من أهل المدينة فيهم : عبد الله بن حنظلة غسيل الملائكة الانصاري ، وعبد الله بن أبي عمرو المخزومي ، والمنذر بن الزبير ، ورجالا كثيرا من أشراف أهل المدينة فقدموا على يزيد فأكرمهم وأحسن إليهم وأعظم جوائزهم ، فأعطى عبد الله بن حنظلة ـ وكان شريفا فاضلا عابدا سيّدا ـ مائة
__________________
(١) وقريب منه لفظ الاصبهاني في الاغاني ١ / ٣٣.
(٢) الطبري ٦ / ٢٧٣ ـ ٢٧٥ في آخر ذكر حوادث سنة احدى وستين.
(٣) الطبري ٨ / ٢ ـ ٥ في ذكر حوادث سنة اثنين وستين. وتخيرت اللفظ من تاريخ ابن الاثير ٤ / ٤٠ ـ ٤٢.