من مصلّاي ، وضربوا بي الأرض ، وأقبل كلّ رجل منهم على ما يليه من لحيتي ، فنتفه ، فما ترى منها خفيفا فهو موضع النتف ، وما تراه عافيا فهو ما وقع في التراب ، فلم يصلوا إليها ، وسأدعها كما ترى حتّى أوافي بها ربّي (١).
هكذا انتهت الأيّام الثلاثة على مدينة الرسول (ص).
أخذ البيعة من أهل المدينة على أنهم عبيد للخليفة يزيد :
قال الطبري وغيره : فدعا الناس للبيعة على أنّهم خول ليزيد بن معاوية يحكم في دمائهم وأموالهم وأهليهم ما شاء (٢).
وقال المسعودي : وبايع من بقي من أهلها على أنهم قنّ ليزيد ، غير علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ؛ لأنّه لم يدخل فيما دخل فيه أهل المدينة ، وعلي بن عبد الله بن العبّاس فان من كان في الجيش من أخواله من كندة منعوه. وقال : ومن أبى أمره على السيف(٣).
وفي طبقات ابن سعد : إنّ مسلم بن عقبة لمّا قتل الناس وسار إلى العقيق سأل عن علي بن الحسين أحاضر فقيل له : نعم ، فقال : ما لي ما أراه؟ فجاءه مع ابني عمّه محمّد بن الحنفيّة فلمّا رآه رحّب به وأوسع له على سريره (٤).
وفي تاريخ الطبري : قال : مرحبا وأهلا ، ثمّ أجلسه معه على السرير والطنفسة ، ثمّ قال : انّ أمير المؤمنين أوصاني بك قبلا ، وانّ هؤلاء الخبثاء شغلوني عنك وعن وصلتك ، ثمّ قال لعليّ : لعلّ أهلك فزعوا ، قال : اي
__________________
(١) الدينوري في الأخبار الطوال ص ٢٦٩ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ٢ / ٣٥٧.
(٢) تاريخ الطبري ٧ / ١٣.
(٣) التنبيه والأشراف ص ٢٦٤ ، ومروج الذهب ٣ / ٧١.
(٤) طبقات ابن سعد ٥ / ٢١٥. وفيه (مسرف) وهو خطأ.