استهدفنا في هذا البحث اعطاء صورة عن رؤية الإمام الحسين (ع) ورؤيّة معاصريه لواقعة استشهاده ، لنتمكّن من معرفة حكمة استشهاده وآثارها ، وكان يكفينا في هذا المقام إيراد المحاورات والحوادث حسبما أدّى إليه ظنّنا ، وهكذا فعلنا.
أوامر الخليفة يزيد :
ولما بلغ يزيد نبأ مسير الإمام كتب إلى ابن زياد : انّه قد بلغني انّ حسينا قد سار إلى الكوفة ، وقد ابتلي به زمانك من بين الأزمان ، وبلدك من بين البلدان ، وابتليت به أنت من بين العمّال ، وعندها تعتق أو تعود عبدا كما تعتبد العبيد (١).
لعلّ يزيد يشير في كتابه إلى أنّ زيادا والد عبيد الله بن زياد ، ولد من أبوين عبدين وهما عبيد وسميّة ، وبعد أن ألحقه معاوية بأبيه أبي سفيان ، أصبح أمويا (٢) ومن الأحرار في حساب العرف القبلي الجاهلي ، وانّ يزيد يهدّد ابن زياد انّه ان لم يقم بواجبه في القضاء على الحسين فانّه سينفيه من نسب آل أبي سفيان فيعود عبدا.
وفي رواية : انّ عمرو بن سعيد أيضا كتب إلى ابن زياد نظير هذا الكتاب (٣).
مع الفرزدق :
__________________
(١) تاريخ ابن عساكر ح ٦٥٧ ، وفي ح ٦٥٦ أمر بمحاربته ، وفي تهذيبه ٤ / ٣٣٢ ، ومعجم الطبراني ح ٨٠ ، وأنساب الأشراف للبلاذري بترجمة الحسين ح ١٨٠ ص ١٦٠ ، وتاريخ الإسلام للذهبي ٢ / ٣٤٤ ، وتاريخ ابن كثير ٨ / ١٦٥.
(٢) راجع كتاب «عبد الله بن سبأ» ج ١ فصل استلحاق زياد.
(٣) تاريخ ابن عساكر ح ٦٥٣ ، وتهذيبه ٤ / ٣٢٦ ، وتاريخ ابن كثير ٨ / ١٦٥ ، وتاريخ الإسلام للذهبي ٢ / ٣٤٣.