المبين ، ومن
حسنات الدهر الخالدة ، جزاه الله خير الجزاء .
* * *
الأمر الثالث ـ دلالة
الحديث
إنّ دلالة الحديث
على إمامة مولانا أمير المؤمنين ، دلالة واضحة ، لم يشك فيها أي عربي صميم ، عصر
نزول الحديث وبعده إلى قرون ، ولم يفهموا من لفظة المولى سوى معنى الإمامة ،
وتتابع هذا الفهم فيمن بعدهم من الشعراء إلى أن ولّد الدهر إمام المشككين ، فجاء
بتشكيكات ، كسائر تشكيكاته ، التي تاب منها عند احتضاره .
والدلالة مركزة
على أن لفظ المولى نصّ فيما نثبته من الإمامة بالوضع اللغوي ، أو بالقرائن المحتفة
به. وعلى كلا التقديرين ، يكون الحديث حجة قاطعة في الإمامة ، ونحن نسلك كلا
الطريقين.
الطريق الأول ـ الدلالة
بالوضع اللغوي
إنّ «مفعل» ـ هنا ـ
بمعنى «أفعل» ، ولفظ «مولى» أريد منه هنا الأولى ، سواء أقلنا إنّه المعنى الوحيد ـ
كما سيوافيك ـ أو أحد معانيه ، كما في قوله سبحانه : (فَالْيَوْمَ لا
يُؤْخَذُ مِنْكُمْ فِدْيَةٌ وَلا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مَأْواكُمُ النَّارُ
هِيَ مَوْلاكُمْ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ).
والمفسّرون للآية
على فريقين منهم من حصر التفسير بأنّها أولى بكم ، ومنهم
__________________