أسئلة المعاد
(٤) شبهة عدم كفاية الموادّ الأرضية لإحياء الناس
قد كشفت التنقيبات الجيولوجية والأتربة على أن الإنسان يعيش في هذا الكوكب منذ قرابة مليوني سنة ، وعلى هذا فلو كان المعاد عاما لجميع الناس ، الذين عاشوا على هذه الكرة ، فكيف يكون ترابها كافيا لإحيائهم ، فإن المعاد حسب ما مرّ معاد عنصري ، يعود كل إنسان إلى بدنه العنصري ، فالمعادون كثر ، مع أن ما يعادون به ، وهو المواد العنصرية الأرضية قليل لا يكفيهم.
قال صدر المتألهين في بيان هذه الشبهة : «إن جرم الأرض مقدور محصور ممسوح بالفراسخ والأميال والأذرعة ، وعدد النفوس غير متناه فلا يفي مقدار الأرض ، ولا يسع لأن تحصل منه الأبدان غير المتناهية» (١).
والجواب عن هذا السؤال من جهات ثلاث ، عقلية وعلمية وسمعية :
الجهة الأولى : الجواب العقلي ، وهو أمور :
أولا : إن ما تنقله لنا هذه التنقيبات والحفريات التاريخية والطبيعية ليس على درجة يفيد القطع واليقين ، حتى نرفع باقوالهم اليد عن الوحي الإلهي أو نتردد في صحة المعاد.
__________________
(١) الأسفار ، ج ٩ ، ص ٢٠٠.