ولعلّه ـ لأحد هذه الوجوه ـ تعلق به الخلق في قوله سبحانه : (الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَياةَ) (١).
والتقدير في قوله سبحانه ـ في تقدير حياة الإنسان ـ : (نَحْنُ قَدَّرْنا بَيْنَكُمُ الْمَوْتَ وَما نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ) (٢).
* * *
الأمر الثالث ـ الموت سنة عامة في الخلق
إن قوانين الديناميكا الحرارية تدلّ على أنّ مكونات هذا الكون تفقد حرارتها تدريجيا ، وأنّها سائرة حتما إلى يوم تصير فيه جميع الأجسام تحت درجة من الحرارة البالغة الانخفاض (٣). فيومئذ تنعدم وتستحيل الحياة ، وهذا ما كشف عنه العلم الحديث.
والقرآن يصف الموت سنة إلهية عامة ، فيقول في الإنسان : (أَيْنَما تَكُونُوا يُدْرِكْكُمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنْتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ) (٤).
ويقول : (كُلُّ نَفْسٍ ذائِقَةُ الْمَوْتِ) (٥) ويقول : (وَما جَعَلْنا لِبَشَرٍ مِنْ قَبْلِكَ الْخُلْدَ ، أَفَإِنْ مِتَّ فَهُمُ الْخالِدُونَ) (٦).
ويقول الإمام علي عليهالسلام : «ولو أنّ أحدا يجد إلى البقاء سلّما ، أو لدفع الموت سبيلا ، لكان ذلك سليمان بن داود عليهالسلام ، الذي سخّر له ملك الجنّ والإنس» (٧).
__________________
(١) سورة الملك : الآية ٢.
(٢) سورة الواقعة : الآية ٦٠.
(٣) وهي الصفر المطلق.
(٤) سورة النساء : الآية ٧٨.
(٥) سورة آل عمران : الآية ١٨٥.
(٦) سورة الأنبياء : الآية ٣٤. ولاحظ الآيات التالية : آل عمران : الآية ١٥ ، الأحزاب : الآية ٦٠ ، الزمر : الآية ١٦ ، الواقعة : الآية ٨ ، الجمعة : الآية ٤٢ ، وغير ذلك.
(٧) نهج البلاغة ، الخطبة ١٨٢.