الأمر السادس
الإمامة عند الشيعة الإمامية
قد تعرفت على حقيقة الإمامة لدى أهل السنّة والجماعة ، وعرفت أنّ ما يتبنونه لا يقتضي أزيد من الشرائط المتوفرة في رؤساء الدول غير أنّ الإمامة عند الشيعة تختلف في حقيقتها عمّا لدى إخوانهم ، فهي إمرة إلهية ، واستمرار لوظائف النبوة كلّها سوى تحمّل الوحي الإلهي. ومقتضى هذا ، اتصاف الإمام بالشروط المشترطة في النبي ، سوى كونه طرفا للوحي.
توضيح ذلك : إنّ النبي الأكرم صلىاللهعليهوآله ، كان يملأ فراغا كبيرا وعظيما في حياة الأمّة الإسلامية ، ولم تكن مسئولياته وأعماله مقتصرة على تلقّي الوحي الإلهي ، وتبليغه إلى الناس فحسب ، بل كان يقوم بالأمور التالية :
١ ـ يفسّر الكتاب العزيز ، ويشرح مقاصده وأهدافه ، ويكشف رموزه وأسراره.
٢ ـ يبيّن أحكام الموضوعات التي كانت تحدث في زمن دعوته.
٣ ـ يردّ على الحملات التشكيكية ، والتساؤلات العويصة المريبة التي كان يثيرها أعداء الإسلام من يهود ونصارى.
٤ ـ يصون الدين من التحريف والدسّ ، ويراقب ما أخذه عنه المسلمون من أصول وفروع ، حتى لا تزلّ فيه أقدامهم.