صحة التقليد ، بهذا الحديث : كيف استجزتم ترك تقليد النجوم التي يهتدى بها وقلّدتم من هم دونهم بمراتب كثيرة ، فكان تقليد مالك والشافعي وأبي حنيفة وأحمد آثر عندكم من تقليد أبي بكر ، وعمر ، وعثمان ، وعلى» (١)؟.
وقال الذهبي في جعفر بن عبد الواحد ، ومن بلاياه ، عن وهب بن جرير ، عن أبيه عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة ، عن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم : «أصحابي كالنجوم من اقتدى بشيء منه اهتدى» (٢).
كلمة الإمام زين العابدين في الصحابة
إنّ الشيعة ، تبعا للدلائل المتقدمة ، واقتداء بأئمتهم ، يقدّسون الصحابة الذين عملوا بكتاب الله سبحانه وسنة نبيه ، ولم يتجاوز وهما ، كما أنّهم يتبرءون ممن خالف كتاب الله وسنة رسوله ، وفي هذا المقام كلمة مباركة للإمام زين العابدين قال في دعاء له :
«اللهم وأصحاب محمد خاصة الذين أحسنوا الصحبة والذين أبلوا البلاء الحسن في نصره ، وكاتفوه وأسرعوا إلى وفادته ، وسابقوا إلى دعوته ، واستجابوا له حيث أسمعهم حجة رسالاته ، وفارقوا الأزواج والأولاد في إظهار كلمته ، وقاتلوا الآباء والأبناء في تثبيت نبوته ، وانتصروا به ، ومن كانوا منطوين على محبته ، يرجون تجارة لن تبور في مودّته ، والذين هجرتهم العشائر. إذا تعلّقوا بعروته ، وانتفت منهم القربات ، إذا سكنوا في ظل قرابته ، فلا تنس اللهم ما تركوا لك وفيك ، وأرضهم من رضوانك ، وبما حاشوا الخلق عليك ، وكانوا مع رسولك ، دعاة لك إليك. واشكرهم على هجرهم فيك ديار قومهم ، وخروجهم من سعة المعاش إلى ضيقه ، ومن كثرت في إعزاز دينك من مظلومهم. اللهم وأوصل إلى التابعين لهم بإحسان الذين يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا» (٣).
__________________
(١) لاحظ أعلام الموقعين ، ج ٢ ، ص ٢٢٣.
(٢) ميزان الاعتدال ، للذهبي ، ج ١ ، ص ٤١٣.
(٣) الصحيفة السجادية الدعاء الرابع مع شرح «في ظلال الصحيفة السجادية» ، ص ٥٥ ـ ٥٦.