الزعامة السياسية
المحددة بوقت خاص ، وزمن حياتهم ، بعدا خالدا إلى يوم القيامة ، وهو لزوم الانكباب
عليهم فيما يطرأ علينا من الحوادث والوقائع الدينية ، وكل ما يمت إلى الدين بصلة ،
ونتطلب الجواب والاهتداء منهم ، ولأجل ذلك يجب علينا التعرّف على هذا القسم من
الأحاديث الذي يركز على الجهات المعنوية أزيد من التركيز على الجهات السياسية.
١ ـ حديث الثّقلين
روى أصحاب الصحاح
والمسانيد عن النبي الأكرم أنّه قال : «يا أيّها الناس إنّي تركت فيكم ما إن أخذتم
به لن تضلّوا ، كتاب الله وعترتي أهل بيتي».
وقال في موضع آخر
: «إنّي تركت فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا ، كتاب الله ، حبل ممدود من السماء
إلى الأرض ، وعترتي أهل بيتي ، ولن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض ، فانظروا كيف
تخلفوني فيهما». وغير ذلك من النصوص المتقاربة.
وقد صدع بها في
غير موقف ، تارة بعد انصرافه من الطائف ، وأخرى يوم عرفة في حجة الوداع ، وثالثة
يوم غدير خمّ ، ورابعة على منبره في المدينة ، وأخرى في حجرته المباركة في مرضه
والحجرة غاصّة بأهله.
ولا يشك في صحّة الحديث
إلّا الجاهل به أو المعاند ، فقد روي بطرق كثيرة عن نيف وعشرين صحابيا .
إنّ الإمعان في
الحديث يعرب عن عصمة العترة الطاهرة ، حيث قورنت
__________________