النوع الثاني
تقسيم الحركة باعتبار السرعة والبطء (١)
إنّ من الأجسام ما يقطع مسافة معيّنة في زمان معين ، ومنها يقطع تلك المسافة في زمان أقل فيلزم أن يقطع بالضرورة في الزمان المساوي مسافة أكثر بذلك الحدّ بعينه ، ومنها ما يقطع تلك المسافة في زمان أطول ، فتحصل بسبب ذلك للحركات أوصاف من السرعة والبطء وتناسب بعضها مع بعض ، فالسريعة ما يقطع مسافة أطول في زمان مساو أو يقطع المساوي في زمان أقصر ، والبطيء بالعكس. وفي هذا النوع مسائل.
المسألة الأولى : في سبب بطء الحركات وسرعتها (٢)
اختلف الناس هنا ، فالمتكلمون على أنّ سبب ذلك هو تخلّل السكنات بين
__________________
(١) راجع أرسطو طاليس ، الطبيعة ٢ : ٧٧٣ (المقارنة بين الحركات) ؛ السادس من ثالثة الأوّل : ٢٠٣ ، والخامس من رابعة الأوّل من طبيعيات الشفاء ١ : ٢٧٦ ؛ شرح الإشارات ٢ : ٢١٧ ؛ شرح حكمة العين : ٤٤٥ ؛ كشف المراد : ٢٦٩ ؛ إيضاح المقاصد : ٢٨٧ ؛ شرح المواقف ٦ : ٢٥١ ؛ شرح المقاصد ٢ : ٤٤٥.
(٢) راجع طبيعيات النجاة : ١٣٧ ؛ الحادي عشر من ثانية الأوّل : ١٥٥ ، والرابع من ثالثة الأوّل : ١٩٤ من الشفاء (السماع الطبيعي) ؛ التحصيل : ٤٣٢ (الفصل الثالث عشر) ؛ المباحث المشرقية ١ : ٧٢٠ ؛ شرح حكمة العين : ٤٤٦ ؛ كشف المراد : ٢٧٠ ؛ إيضاح المقاصد : ٢٨٨ ؛ شرح المقاصد ٢ : ٤٤٦.