النوع الثاني
في الأعراض
وفيه فصول :
الفصل الأوّل
في الكون (١)
وفيه مطلبان :
__________________
(١) «Generation. الكون بالمعنى العام هو الوجود بعد العدم ، وهو تغير دفعي ، لانّه لا وسط بين العدم والوجود ، كحدوث النور بعد الظلام دفعة. وقد قيد الحدوث بالدفعي ، لأنّه إذا كان على التدريج كان حركة لا كونا (تعريفات الجرجاني).
والكون بالمعنى الخاص هو حصول الصورة في المادة بعد أن لم تكن حاصلة فيها ، وهو عند أرسطو تحول جوهر أدنى إلى جوهر أعلى ، ويقابله الفساد (Corruption) ، لأنّ الفساد زوال الصورة عن المادة بعد أن كانت حاصلة.
والكون ، والثبوت ، والوجود ، والتحقق ، عند الأشاعرة ألفاظ مترادفة ، أمّا عند المعتزلة فالثبوت أعم من الوجود ، والثبوت والتحقّق عندهم مترادفان ، وكذا الكون والوجود. راجع صليبا ، المعجم الفلسفي ٢ : ٢٤٨ ـ ٢٤٩.
والمتكلّمون يعبرون عن الأين ـ أعني حصول الجوهر في الحيز ـ بالكون ويعترفون بوجوده ، وإن أنكروا وجود سائر الاعراض النسبية ، وقد حصروه في أربعة هي الاجتماع والافتراق والحركة والسكون. شرح المقاصد ٢ : ٣٩٦.