والأسماء العرضيّة لكونهما مظهرين لهما مظهريّة خاصّة غير المظهريّة العامّة المشترك فيها جميع اللّيالى والأسماء وقد فسّروها بصلوة العصر والمغرب أو العشاء أو الصّبح ، وقد نقل انّها مختفية في الصّلوات الخمس لم يعيّنها الله وأخفاها في جملة الخمس ليحافظوا على جميعها كما انّه اختفى ليلة القدر في ليالي شهر رمضان أو في ليالي السّنة والاسم الأعظم في جميع الأسماء ، وساعة الاستجابة في ساعات يوم الجمعة (وَقُومُوا) في الصّلوة (لِلَّهِ قانِتِينَ) اى داعين بوضع قنوت الصّلوة أو خاشعين أو طائعين أو ساكتين عن هواجس النّفس أو عن كلام غير ذكر الله أو قوموا اى اعتدلوا لله أو قوموا بأمور الكثرات واكفوا مهمّات أهليكم ، ولفظ لله امّا متعلّق بقوموا أو بقانتين وكان التّقديم للحصر والاهتمام (فَإِنْ خِفْتُمْ) من عدوّ ولصّ وسبع «ف» حافظوا عليها (فَرِجالاً) جمع راجل أو رجيل أو رجلان أو رجل بكسر الجيم أو ضمّه يعنى لا يلزم القيام والتّوقّف في الصّلوة وقت الخوف (أَوْ رُكْباناً) جمع راكب ولا اختصاص له بركوب الجمل وغيره وعن الصّادق (ع) انّه قال : إذا خاف من سبع أو لصّ يكبّر ويومى إيماء (فَإِذا أَمِنْتُمْ فَاذْكُرُوا اللهَ) فصلّوا ، أو المراد مطلق الذّكر ، أو المراد الذّكر القلبىّ الّذى هو صلوة الصّدر (كَما عَلَّمَكُمْ) ذكرا يكون مثل تعليمه ايّاكم يعنى يوازى تعليمه ايّاكم ، أو كذكر علّمكم بلسان خلفائه ، أو كالذّكر الّذى علّمكم بلسان خلفائه على ان يكون ما مصدريّة أو موصوفة أو موصولة وعلى الأخيرين فقوله تعالى (ما لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ) يكون بدلا (وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ) اى يظنّون التّوفّى بظهور آثاره أو يعلمون التّوفّى في المستقبل (مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْواجاً وَصِيَّةً) قرء بالنّصب بتقدير يوصون خبرا للّذين وبالرّفع بتقدير عليهم وصيّة (لِأَزْواجِهِمْ مَتاعاً) مصدر لمحذوف جواب لسؤال مقدّر كأنّه قيل : ما يفعلون بالوصيّة فقال : يمتّعون أزواجهم متاعا (إِلَى الْحَوْلِ) أو بدل عن وصيّة نحو بدل الاشتمال ، أو منصوب بنزع الخافض اى يوصون وصيّة بمتاع (غَيْرَ إِخْراجٍ) بدل نحو بدل البعض من الكلّ ، أو حال عن الأزواج مؤوّلا باسم المفعول ، أو عن فاعل يذرون مؤوّلا باسم الفاعل ، وقيل في اعراب أجزاء الآية أشياء أخر أجودها ما ذكرنا ، وفي الاخبار : انّ الآية منسوخة بآية عدّة الوفاة وآية ميراثهنّ فانّه كان الحكم في اوّل الإسلام ان ينفق الوارث على المرأة الى الحول ثمّ تخرج من غير ميراث ؛ فنسختها بكلا حكميها آية العدّة وآية ميراثهنّ ؛ وان كانت آية العدّة متقدّمة في النّظم فانّها كانت متأخّرة في النّزول (فَإِنْ خَرَجْنَ) من منازل الأزواج يعنى بعد الحول على ان يكون الحكم بعدم الإخراج في الحول واجبا أو قبل الحول على ان يكون غير واجب (فَلا جُناحَ عَلَيْكُمْ) ايّها الورّاث أو الخطّاب لأولياء النّساء أو للحكّام (فِي ما فَعَلْنَ فِي أَنْفُسِهِنَّ مِنْ مَعْرُوفٍ) كالتّزيين والتعرّض للخطّاب واجابة خطبتهم والنّكاح لهم (وَاللهُ عَزِيزٌ) لا يمنع ممّا يريد فاحذروا انتقامه في مخالفته واحذروا الظّلم على من تحت أيديكم (حَكِيمٌ) لا يأمر ولا ينهى الّا بما فيه صلاحكم (وَلِلْمُطَلَّقاتِ مَتاعٌ بِالْمَعْرُوفِ) تعميم بعد تخصيص وبيان حكم ندب بعد الحكم الفرض فانّ حكم التّمتيع فيما سبق كان للمطلّقات الغير الممسوسات الغير المفروض لهنّ ، وفي الخبر : متعة النّساء واجبة دخل أو لم يدخل ؛ وتمتّع قبل ان تطلق ؛ وفي بيان هذه الآية عن الصّادق (ع): متاعها بعد ما تنقضي عدّتها على الموسع قدره وعلى المقتر قدره ، قال : وكيف يمتّعها وهي في عدّتها ترجوه ويرجوها ويحدث الله بينهما ما يشاء (حَقًّا) مفعول مطلق مؤكّد لغيره أو حال (عَلَى الْمُتَّقِينَ