على سبعة أحرف وهذه الرّواية كما يجوز ان يكون المراد سبع لغات متفرّقة في القران فيكون بعضه بلغة هذيل ، وبعضه بلغة الهوازن ، وبعضه بلغة الحجاز ، وبعضه بلغة العراق ، وبعضه بلغة اليمن ، يجوز ان يكون المراد قراءته في كلمة واحدة ومقام واحد بسبع لغات مثل هلّم وتعال واقبل وجيء وكما يجوز ان يكون هذه التّوسعة بعد النّزول يجوز ان تكون حين النّزول لسعة المنزل ولسانه والمنزل عليه ومداركه ، وكما يجوز ان يكون المراد بسبعة أحرف سبع لغات يجوز ان يراد بها سبعة أوجه في اللّفظ بحسب القراءات والاعراب في لفظ واحد للتّوسعة على القرين بعد النّزول أو حين النّزول ، ويجوز ان يراد بها سبعة أوجه في المعنى للتّوسعة في العمل على العباد كما مضى وما ورد عن ابى جعفر (ع) انّ القرآن واحد نزل من عند واحد ولكنّ الاختلاف يجيء من قبل الرّواة وما روى عن الفضل بن يسار انّه قال ، قلت لأبي عبد الله (ع) انّ النّاس يقولون انّ القرآن نزل على سبعة أحرف فقال كذبوا أعداء الله ولكنّه نزل على حرف واحد من عند الواحد يجوز ان يراد به انّ القران نزل من عند واحد أحد حقيقى بنحو الوحدة الظليّة والبساطة الجمعيّة وبعد تنزّله الى الكثرات جاءت الكثرة والتّفصيل فيه من جهة تعلّقه بالكثرات المتعدّدة المتخالفة ، ويكون التّكذيب راجعا الى وهمهم الكاسد من انّه صدر من مقام الوحدة الحقيقيّة بنحو التّفصيل والكثرة في ألفاظه وقراءاته وقد عرفت فيما مضى انّه بحسب ألفاظه في ابعد المراتب من الله وانّه بحسب ذلك أخر مراتب وجوده ، والحاصل انّه يجوز ان يكون اختلاف القراءات والوجوه المرويّة بحسب الألفاظ من القرّاء أنفسهم ويجوز ان يكون توسعة من الله تعالى حين النّزول أو بعد النّزول.
الفصل الثالث عشر
في وقوع الزّيادة والنّقيصة والتّقديم والتّأخير والتّحريف والتّغيير في القرآن
الّذى بين أظهرنا الّذى أمرنا بتلاوته وامتثال أوامره ونواهيه واقامة احكامه وحدوده
اعلم انّه قد استفاضت الاخبار عن الائمّة الاطهار (ع) بوقوع الزّيادة والنقيصة والتّحريف والتّغيير فيه بحيث لا يكاد يقع شكّ في صدور بعضها منهم وتأويل الجميع بانّ الزّيادة والنّقيصة والتّغيير انّما هي في مدركاتهم من القرآن لا في لفظ القرآن كلفة ولا يليق بالكاملين في مخاطباتهم العامّة لانّ الكامل يخاطب بما فيه حظّ العوامّ والخواصّ وصرف للّفظ من ظاهره من غير صارف ، وما توهّموه صارفا من كونه مجموعا عندهم في زمن النّبىّ (ص) وكانوا يحفظونه ويدرسونه وكانت الاصحاب مهتّمين بحفظه عن التّغيير والتّبديل حتّى انّهم ضبطوا قراءات القرّاء وكيفيّات قراءاتهم فالجواب عنه انّ كونه مجموعا غير مسلّم فانّ القرآن نزل في مدّة رسالته الى أخر عمره نجوما وقد استفاض الاخبار بنزول بعض السّور وبعض الآيات في العام الاخر وما ورد من انّهم جمعوه بعد رحلته وانّ عليا جلس في بيته مشتغلا بجمع القرآن أكثر من ان يمكن إنكاره وكونهم يحفظونه ويدرسونه مسلّم لكن كان الحفظ والدّرس فيما كان بأيديهم واهتمام الاصحاب بحفظه وحفظ قراءات القرّاء وكيفيّات قراءاتهم كان بعد جمعه وترتيبه وكما كان الدّواعى متوفّرة في حفظه كذلك كانت متوفّرة من المنافقين في تغييره. وما قيل انّه لم يبق لنا حينئذ اعتماد عليه والحال انّا مأمورون بالاعتماد عليه واتّباع احكامه والتدبّر في آياته وامتثال أوامره ونواهيه واقامة حدوده وعرض الاخبار عليه لا يعتمد عليه في طرف مثل هذه الاخبار الكثيرة الدّالة على التّغيير والتّحريف عن ظواهرها لانّ الاعتماد على هذا المكتوب