(قانِتُونَ) : دائمو الطاعة والانقياد.
(بَدِيعُ) : خالق على غير مثال سبق ؛ ومعنى المبدع : المنشئ والمحدث ما لا يسبقه إلى إنشاء مثله وإحداثه أحد.
* * *
أبشع الظلم الاعتداء على مساجد الله
إن من أبشع أنواع الظلم هو الاعتداء على مساجد الله وعلى حرية المؤمنين فيها ، وذلك بمنعهم من الصلاة والدعاء وذكر اسم الله. (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَساجِدَ اللهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ) في منع المصلين من الصلاة فيها (وَسَعى فِي خَرابِها) ماديا بتهديمها أو معنويا بالمنع من عمارتها بالعبادة.
أمّا أنّه من أقوى أنواع الظلم ، فلأنه يجمع بين الاعتداء على حرمة الله بالاعتداء على بيوته وإبطال دورها في العبادة ، وبين الاعتداء على حرمة الإنسان بالاعتداء على حريته في ممارسة شعائره وعباداته ؛ (أُولئِكَ ما كانَ لَهُمْ أَنْ يَدْخُلُوها إِلَّا خائِفِينَ) وقد أراد الله للمسلمين أن يأخذوا بموقف القوّة ضد هذا الظلم والظالمين ، فيمنعوهم من دخولها إلا كدخول الخائفين ، وذلك على سبيل الكناية في تدمير قوتهم وإضعافهم ، حتى يتحركوا في المجتمع تحرّك الخائف الذي إذا أراد أن يدخل المسجد ، فلا يدخله إلا خائفا ، ثم يتوعدهم الله الذي يملك القوة في الدنيا والآخرة بالخزي في الدنيا (لَهُمْ فِي الدُّنْيا خِزْيٌ) وذلك من خلال ما يصيبهم فيها من ضعف وهوان وذلّ بسبب تصرفاتهم الظالمة الباغية ، (وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذابٌ عَظِيمٌ).
* * *