بوحي شهواتهم وأطماعهم ونزواتهم ، فكانوا يقدمون الطلبات التي تستجاب لهم حتى على سبيل المعجزة ، لإفساح المجال لكل نقاط الضعف الكامنة فيهم أن تتحرك وتظهر لتأخذ مجالها في التوجيه والتربية دون جدوى.
* * *
مواجهة التمرد بالهدوء والثقة
٣ ـ إن هذه الآيات وغيرها تعطينا فكرة واضحة عن القوة الرسالية الروحية التي كان يتميز بها موسى النبي عليهالسلام ، حينما كان يواجه كل مواقف التمرّد والطغيان والدلع والطفولة الفكرية والعملية ... برحابة الصدر وهدوء الرسالة الواثقة بنفسها ، ككل الأنبياء الذين حملوا الرسالة بقوّة وواجهوا كل أشكال التمرد والطغيان بروح واثقة برسالتها ، ومنسجمة مع مسئولياتها في الأسلوب والهدف ، لأنهم يشعرون بأن دور الرسول هو أن لا يعيش لمزاجه بل للرسالة ، وأن يشعر بأن عليه أن يتابع كل إمكانات الهداية ليطرحها في الساحة ويجربها في مجال الدعوة والعمل.
وهذا ما نحتاجه في عملنا الرسالي عند ما تواجهنا كل مواقف التمرد والطغيان ، ونكران الجميل ، والاتهام الكاذب ، والسباب ... وغير ذلك من التحديات التي تقابل الرسل والرسالات ؛ أن نقف في خط الرسالات الهادىء الواثق بالله ، المنطلق أبدا من موقع الرسالة لا من موقع الذات.
* * *
بنو إسرائيل أول جمهور رسالي
٤ ـ لماذا أفسح الله لبني إسرائيل هذا المجال الواسع في النعم والألطاف