التعليل على ما ذكره ، لأن الحديث عن قدرة الله يكفي في مناسبته وجود موضوع له في مسألة التشريع أو التكوين.
* * *
نسخ الآيات للإتيان بخير منها
(ما نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ) أي نزيلها من التشريع ، باعتبار أن تبديل مضمونها من التداول في حياة الناس إلى مضمون آخر وحكم آخر يمثل إزالة عملية للآية حتى لو بقيت في القرآن لفظا ، لأنها خرجت منه عملا ، لتبقى في مضمونها مجرد تاريخ في التشريع ؛ أو نزيلها من الوجود كظاهرة كونية تتبدل بظاهرة أخرى ، أو معجزة تنتهي لتأتي مكانها معجزة أخرى. أما معنى «الآية» ، فهو العلامة الظاهرة وحقيقته لكل شيء ظاهر هو ملازم لشيء لا يظهر ظهوره ، فمتى أدرك مدرك الظاهر منهما علم أنه أدرك الآخر الذي لم يدركه بذاته ، إذ كان حكمهما سواء ، وذلك ظاهر في المحسوسات والمعقولات ، فمن علم ملازمة العلم للطريق المنهج ، ثم وجد العلم علم أنه وجد الطريق ، وكذا إذا علم شيئا مصنوعا علم أنه لا بدّ له من صانع ، كما جاء في مفردات الراغب الأصفهاني (١).
وقد تطلق على كل جملة من القرآن دالة على حكم أية سورة كانت أو أي فصل من فصول السورة ، وقد يقال لكل كلام منفصل بفصل لفظي ، وعلى هذا ، اعتبار آيات السورة التي تعدّ بها السورة ؛ وقد تطلق على المعجزة وعلى الظواهر الكونية الدالة على وجود الله والمعاد وعلى الأشياء البارزة الملفتة للأنظار.
__________________
(١) مفردات الراغب ، ص : ٢٨.