(مَنْ كانَ عَدُوًّا لِلَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكالَ فَإِنَّ اللهَ عَدُوٌّ لِلْكافِرِينَ) لأن الله يريد من عباده الإيمان به وبكل ملائكته ورسله ، وبجبريل وميكال ، والتقدير لهم ، باعتبار أن الإيمان بالحقّ يمثل وحدة في المضمون ، كما أنه يمثل وحدة في الالتزام ، مما يعني أن إنكار بعض مفرداته يؤدي إلى الكفر الذي يعطي صاحبه صفة الكافر الذي لا بدّ له من أن يعدّ نفسه للوقوع تحت سيطرة عداوة الله له.
* * *
جبريل وميكال
وقد جاء الحديث عن جبريل في سورة النحل في الآية ١٠٢ بأنه «روح القدس» (قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ ...) وفي سورة الشعراء في الآية ١٩٣ بأنه «الروح الأمين» (نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ) ؛ فقد ذكر المفسرون أن المراد بهاتين الكلمتين جبريل ، كما ورد اسم «جبريل» في سورة التحريم الآية (٤) (١). ويتحدث التاريخ القرآني أن النبي صلىاللهعليهوآله شاهد جبريل مرتين في عروجه إلى السماء بهيئته الأصلية ، كما ورد ذلك في تفسير سورة النجم ، وينقل صاحب «تفسير الأمثل» عن بعض المحققين أن المصادر اليهودية خالية من الدلالة على خصومة جبرائيل لهؤلاء القوم (٢) ، وهذا يوحي بأن المسألة لم تكن ـ لدى هؤلاء المعاصرين للنبي ـ متصلة بالجانب العقيدي ، بل هي حركة طفولية مشاغبة لتبرير مواقفهم المضادّة للإسلام ، وتقديم شيء ـ أي شيء ـ
__________________
(١) الآية : (إِنْ تَتُوبا إِلَى اللهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُما وَإِنْ تَظاهَرا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللهَ هُوَ مَوْلاهُ وَجِبْرِيلُ وَصالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلائِكَةُ بَعْدَ ذلِكَ ظَهِيرٌ) [التحريم : ٤].
(٢) الشيرازي ، ناصر مكارم ، الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل ، مؤسسة البعثة ، بيروت ، ط : ١ ، ١٤١٣ ه / ١٩٩٢ م ، ج : ١ ، ص : ٢٦٨.