أمام ذلك. أما ميكال فقد اقتصر ذكره على هذا المورد. وفي هذه الآية دلالة على قربه من الله وتعظيم الله له حتى اعتبرت عداوته كفرا.
* * *
لقد جاءت هذه الآية توبيخا لليهود على هذه العقلية الطفولية التي يحملونها ، لأن جبريل إذا كان عدوّا لهم ، فما دخله بما ينزل به من عند الله مما يكون مصدقا لما بين أيديهم من الكتب ومتضمنا للهدى والبشرى للمسلمين الذين يسلمون قلوبهم ووجوههم لله؟ وهل يكون حال هذا المنطق إلا كمنطق الإنسان الذي يرفض الرسالة التي تحقق له الربح والسعادة والنجاح بحجة أن الناقل لها غير محبوب له ، أو غير مرغوب لديه ... إنه منطق الطفولة الغبية الذي لا يعتمد على أساس فكري ، بل يخضع للانفعالات الساذجة.
ثم أكّد الله أنّ العداوة لله وللملائكة ومنهم جبريل وميكال ، وللرسل ، تستوجب الكفر في مدلولها السلبي في رفض الالتزام بالأسس التي يقوم عليها الإيمان ، وتؤدي بالتالي إلى عداوة الله لهم متمثلة في سخطه وعقابه. أما بالنسبة إلى عداوة الله فواضح ، وأما بالنسبة إلى عداوة الأنبياء والملائكة ، فلأنهم لا يمثلون أنفسهم في ما يدعون إليه أو يفيضون فيه ، بل ينطلقون في سلوكهم من موقع علاقتهم بالله وقربهم منه ، مما يجعل من عداوتهم عداوة لله وحده.
* * *