حَيْثُ لا يَلْحَقُهُ
لاحِقٌ (١) وَلا يَفُوقُهُ فائِقٌ (٢) وَلا يَسْبِقُهُ سابِقٌ (٣)
____________________________________
(١) ـ يقال : لحقه أي أدركه ، فعدم
اللحوق هو عدم الإدراك.
أي لا يلحق ذلك المقام الأسمى والمحلّ
الأشرف أحد غيركم ولا يبلغه أيّ واحد ممّن هو دونكم ، بل هو مختصّ بكم أهل البيت
لا يدرككم أحد.
فإنّ مناقبهم الجمليلة لا تنتهي إلى حدّ
، إلى حدّ ، ولا تستقصى بالعدّ ، فكيف يلحقها لا حق؟!
كما يدلّ على ذلك حديث الإمام الهادي
عليه السلام عند سؤال يحيى بن أكثم منه عن قوله تعالى : (وَلَوْ
أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِن شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِن
بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَّا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ
حَكِيمٌ)
.
قال عليه السلام : «... ونحن الكلمات
التي لا تدرك فضائلنا ولا تستقصى» .
(٢) ـ يقال : فاق الرجل أصحابه : أي
علاهم في الفضل والشرف وغلبهم.
أي لا يعلوكم ولا يغلبكم في مقامكم
الأسمى غالبٌ من المتفوّقين كالأنبياء حتّى اُولي العزم من المرسلين ، غير رسول
الله صلى الله عليه وآله الذي هو سيّدكم أهل البيت ، ولا يتوصّل فكر أحدٍ إلى
مقامهم الأسمى ، بل تقصر العقول عن الوصول إلى معرفتهم العليا.
كما تجلّى ذلك في قول أمير المؤمنين
عليه السلام في خطبته الشقشقية : «ولا يرقى إليّ الطير» .
(٣) يقال : سبق الشيء : أي تقدّمه
وتجاوز عنه.
أي لا يتقدّم ولا يتجاوز عن مقاكم
الأرفع أحد من السابقين إلى الفضائل. فإنّه إذا لم يتمكّن أحد من أن يلحقهم لم
يتمكّن م نسبقهم بالأولوية.
__________________