وَمَنْ رَدَّ عَلَيْكُمْ في اَسْفَلِ دَرْك مِنَ الْجَحيمِ (١)
____________________________________
(١) ـ يقال : ردّ عليه الشي أي : لم يقبله منه (١).
والدّرْك هو الطبَق الأسفل ، فإنّ للنار دركات متسافلة ، كما أنّ للجنّة درجات متعالية.
والمنافق في أسفل طبقة من جهنّم لقوله تعالى : (إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ) (٢) ـ (٣).
والمعنى أنّ من لم يقبل شيئاً من أقوالكم أو أخباركم أو أحكامكم أهل البيت كان صالياً نار الحميم ، وفي الدرك الأسفل من الجحيم.
فإنّ أقوالهم وأخبارهم وأحكامهم صادرة عن رسول الله عن ربّ العزّة فيكون ردّه ردّاً وتكذيباً لكلام الله تعالى وهو كفر وجحود موجب للنار ، ويكون هذا الردّ نفاقاً من المتظاهر بالإسلام يوجب الحشر مع المنافقين في أسفل دركٍ من الجحيم.
فردّ كلامهم يكون كفراً بالله العظيم كما تلاحظه في الأحاديث الشريفة مثل :
١ ـ حديث جابر ، عن الإمام الباقر عليه السلام قال رسول الله صلى الله عليه وآله : «إنّ حديث آل محمّد صعب مستصعب لا يؤمن به إلاّ ملك مقرّب ، أو نبي مرسل ، أو عبد امتحن الله قلبه للإيمان ، فما ورد عليكم من حديث آل محمّد صلوات الله عليهم فلانت له قلوبكم وعرفتموه فاقبلوه ، وما اشمأزّت قلوبكم وأنكرتموه فردّوه إلى الله وإلى الرسول وإلى العالم من آل محمّد صلى الله عليه وآله.
وإنّما الهالك أن يحدّث بشيء منه لا يحتمله فيقول : والله ما كان هذا شيئاً
__________________
(١) مجمع البحرين : ص ٢٠٥.
(٢) سورة النساء : الآية ١٤٥.
(٣) مجمع البحرين : ص ٤٥٠.