وَعَناصِرَ الاْبْرارِ (١)
____________________________________
(١) ـ عناصر جمع عُنصر بمعنى الأصل والحسب والنَسب.
والأبرار جمع بَرّ بالفتح ، بمعنى البارّ وهو فاعل الخير ، إذ البِرّ بالكسر ، اسم جامع للخير ، فيكون البارّ بمعنى فاعل الخير.
وفسّر الأبرار بأنّهم هم المطيعون لله ، المحسنون في أفعالهم ، وأهل البيت صلوات الله عليهم هم الأبرار في صفتهم ، والأصل والأساس للأبرار في عنصرهم ، لما يلي من الوجوه الأربعة :
(الف) امّا بتفسير الأبرار بنفس الأئمّة المعصومين سلام الله عليهم ؛ كما يشهد له ظاهر عموم قوله تعالى : (إِنَّ الْأَبْرَارَ يَشْرَبُونَ مِن كَأْسٍ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُورًا) (١).
وأهل البيت هم أصل الأبرار بهذا المعنى لأنّ كلّ واحد منهم خلّف من هو سيّد الأبرار ، فيكون الأئمّة اُصولاً وعناصر للأبرار.
(ب) : أو تفسير الأبرار البارّ وجميع المؤمنين الأبرار كما يشهد له ظاهر عموم قوله تعالى : (إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ) (٢).
فإنّ المؤمنين الأبرار يهتدون بهدي الأئمّة الطاهرين وينتسبون إليهم ، وينتمون إلى ولايتهم ، فكان الأئمّة سلام الله عليهم هم الأصل للبارّين ، كما تلاحظه في صفوة أصحاب المعصومين ، وفي من تلاهم من كرام المؤمنين.
(ج) أو لأنّ الأئمّة الهداة هم السبب لإيجاد العالم وخلق الأبرار ، فكان خلق الأبرار ببركتهم ، وكانوا هم الأصل لهم ، كما يشهد له حديث «لو لاك لما خلقت الأفلاك ...» المتقدّم بمصادره (٣).
__________________
(١) سورة الإنسان : الآية ٥.
(٢) سورة الانفطار : الآية ١٣.
(٣) ص ٤٩ من هذا الكتاب.