وَجاهَدْتُمْ فِى اللهِ حَقَّ جِهادِهِ (١)
____________________________________
(١) ـ الجهاد بكسر الجيم : مأخوذ في اللغة من الجهد بالفتح بمعنى التعب والمشقّة ، أو من الجُهد بالضمّ بمعنى الوسع والطاقة.
وفي الإصطلاح هو : بذل النفس وما يتوقّف عليه كالمال في محاربة المشركين أو الباغين ، على وجه مخصوص.
وبذل النفس والمال والوُسع في سبيل إعلاء كلمة الإسلام ، وإقامة شعائر الإيمان.
قال تعالى : (وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ) (١).
وذكر في مجمع البيان : أنّ أكثر المفسّرين حملوا الجهاد هيهنا على جميع أعمال الطاعات ، وقالوا : حقّ الجهاد أن يكون بنيّة صادقة خالصة لله تعالى (٢).
وفي الأنوار فسّر حقّ الجهاد بالجهاد لساناً وجَناناً وأركاناً (٣).
وأهل البيت سلام الله عليهم أتمّ المصاديق ، وأكمل موردٍ حقيق للجهاد في الله عزّ إسمه ، كما يشهد به حياتهم الغرّاء وسيرتهم العلياء.
وهم المعنيّون بهذه الآية الشريفة كما تلاحظه في حديث الإمام الباقر عليه السلام الوارد في تفسيرها (٤).
وللنموذج إقرأ جهاد أمير المؤمنين عليه السلام الذي شهد به الفريقان.
ففي ما حكي عن المناقب : اجتمعت الاُمّة أنّ عليّاً كان المجاهد في سبيل الله ، والكاشف للكرب عن وجه رسول الله صلى الله عليه وآله ، المقدّم في سائر الغزوات ، وصاحب الراية ... وما رُئي أحد عمل في الجهاد ما عمل علي عليه السلام.
__________________
(١) سورة الحجّ : الآية ٧٨.
(٢) مجمع البيان : ج ٧ ص ٩٧.
(٣) الأنوار اللامعة : ص ١٣١.
(٤) تفسير البرهان : ج ٢ ص ٧١٦.