وَاِلى جَدِّكُمْ * بُعِثَ الرُّوحُ الاْمينُ (١)
____________________________________
(١) ـ أي إلى جدّكم الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله بُعث واُرسل جبرائيل عليه السلام.
والإنبعاث : هو الإسراع إلى الطاعة للباعث (١).
والروح الأمين : هو أمين وحي الله جبرائيل عليه السلام كما عبّر عنه بذلك في قوله تعالى : (نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ * عَلَىٰ قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنذِرِينَ) (٢).
وهذا من معالي مزاياهم عليهم السلام أن يكون جدّهم وأخو أمير المؤمنين عليه السلام هو من بُعث إليه جبرئيل عليه السلام رسولاً من قبل الله تعالى ، بأتمّ بعثة وأكمل إرسال.
ولعلّ تقديم «إلى جدّكم» المفيد للاختصاص يفيد هذه الخصوصية المنحصرة برسول الله صلى الله عليه وآله أن كانت بعثة جبرئيل إليه بأتمّ وأكمل بعثة.
من حيث الكمّية والكيفية ، بحيث لم تكن بهذه الخصوصية لسائر الأنبياء ، عليهم سلام الله في جميع الآناء.
أمّا من حيث الكمّ فنُقل أنّ جبرائيل عليه السلام نزل على إبراهيم عليه السلام خمسين مرّة وعلى موسى عليه السلام أربعمائة مرّة وعلى عيسى عليه السلام عشر مرّات وعلى محمّد صلى الله عليه وآله أربعة وعشرين ألف مرّة (٣).
وأمّا من حيث الكيف ففي غاية العظمة والتشريف كما في أحاديثه التي منها :
١ ـ حديث أبي الجارود ، عن الإمام الباقر عليه السلام : «... فلمّا بعث الله جبرئيل إلى محمّد صلى الله عليه وآله سمع أهل السماوات صوت وحي القرآن كوقع الحديد على الصفا ،
__________________
(*) في الفقيه : ج ٢ ص ٦١٥ : [وإن كانت الزيارة لأمير المؤمنين عليه السلام فقل : «وإلى أخيك بُعث الروح الأمين].
(١) مجمع البحرين : ص ١٥٠.
(٢) سورة الشعراء : الآية ١٩٣ ـ ١٩٤.
(٣) سفينة البحار : ج ١ ص ٥٤٤.